مستشفى الجمهورية التعليمي بعدن شعلة اطفأتها فوضى الاهمال صرخة من قلب الكارثة

54 مشاهدة


لم ادخل اروقة مستشفى الجمهورية التعليمي في عدن هذه المرة بصفتي اعلامي يبحث عن خبر او باعتباري جنوبي يزور مرفقا حيويا. دخلته مجبرا كاي مواطن بسيط مرافقا لوالدتي المريضة بناء على نصيحة صديق بحثا عن بصيص امل في مؤسسة كانت يوما رمزا للصحة والعلاج في الجنوب. لكن ما شاهدته وحصل معي فاق كل تصور وكسر حاجز الصدمة ليحل محله مرارة لاذعة وغضب عارم.

بمجرد ان وطأت قدماي قسم الطوارئ اهتزت صورة الجمهورية العريق في ذهني. منظر لا يسر عدو فوضى عارمة وغياب شبه تام للنظام.. عنبر استقبال الحالات(الطوارئ) اشبه بسوق عشوائي لا ترتيب لا تنسيق والاسرة قليلة ومتشابكة وفي حالة فوضى والاهم من ذلك هو غياب الطبيب حيث مكثنا اكثر من ساعة كاملة والوالدة في حالة حرجة تتطلب معاينة سريعة وعاجلة ونحن ننتظر طبيبا اي طبيب يمر امامنا. كل مرافق ياتي بمريضه ولا يجد اهتماما فوريا فيضطر لوضع مريضه على اي سرير متاح او حتى في اي مساحة فارغة ليتحول العنبر إلى ما يشبه فرزة سيارات بشرية فيما القطط تتنقل بين الاسرة بكل حرية غير مبالية بانين المرضى وحيرة المرافقين.

بعد انتظار مضن فاق الساعة بل الساعات اتى طبيب كان يبدو عليه الارهاق ليقوم بجولة تفقدية على الحالات وسط طابور فوضوي كبير يحيط به والمرافقون والممرضات القلائل يلتفون حوله يسالونه ويستفسرون وكان المشهد برمته يشبه سوق القات المكتظ بالبشر والضجيج لا بيئة علاج ولا اهتمام بخصوصية المريض او راحته. احضرنا الوالدة الساعة الثامنة صباحا ولم يعاينها الطبيب الا عند منتصف النهار اي بعد اربع ساعات من الانتظار القاتل.

اقرأ المزيد...

بعد المعاينة كتب الطبيب علاجا عاجلا. وهنا ظهر وجه آخر من وجوه الكارثة. المستشفى الحكومي العريق الذي من المفترض ان يقدم الخدمة مجانا او برسوم رمزية اصبح يعمل بعقلية المستشفيات التجارية الخاصة. كل شيء مقابل المال ولا شيء مجاني. مع فارق جوهري وهو ان المستشفيات الخاصة رغم جشعها غالبا ما تكون اكثر ترتيبا ونظافة واهتماما بالمرضى. اشترينا العلاج من صيدلية

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العاصفه نيوز لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح