متابعات..|

في اعتراف لافت يعكسُ حجم التباينات العميقة داخل البيت الخليجي، أقرّ السياسي والأكاديمي الإماراتي، عبدالخالق عبد الله، المقرَّب من محمد بن زايد، بوجود خلافات بين دول مجلس التعاون بشأن عدد من القضايا الراهنة والملفات الإقليمية التي وصفها بـ “الساخنة”.

ويأتي هذا الإقرار من مستشار رئيس دولة الإمارات في توقيت حساس تشهد فيه العلاقات “الإماراتية السعوديّة” توترًا ملحوظًا، غذّته التطوراتُ الأخيرةُ في المحافظات الشرقية لليمن، وتحديدًا عقب سيطرة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًّا على محافظتَي المهرة وحضرموت.

ويرى مراقبون أن ، التي نشرها على مواقع التواصل، تمثل محاولةً لاحتواء المشهد وتطبيعه؛ إذ عَــــدَّ “اختلاف الشركاء وتشاجرهم” أمرًا طبيعيًّا ومتوقعًا، مشبّهًا العلاقات الخليجية بالتكتلات الدولية الكبرى مثل حلف “الناتو”.

ورغم تأكيده على أن هذه الخلافات لا تدوم طويلًا وسرعان ما تعود إلى مسار التنسيق المشترك، إلا أن الواقع الميداني في اليمن يشير إلى تحدٍّ معقد؛ إذ تقابل الرياض تحَرّكات “الانتقالي” برفض قاطع، خَاصَّة وأن المحافظات الشرقية تمثل عمقًا استراتيجيًّا وأمنيًّا حساسًا للمملكة.

ويكمن جوهر الأزمة في تعنُّت القوات المموَّلة إماراتيًّا وتجاهلها للدعوات السعوديّة المتكرّرة للانسحاب، ما حوّل التباين السياسي إلى أزمة نفوذ ميدانية مفتوحة.

وبينما يحاول الخطاب الإماراتي الرسمي – عبر أصوات شبه رسمية كعبد الله – تصوير الخلاف كظاهرة صحية بين الحلفاء، تظل الوقائع في حضرموت والمهرة بمثابة اختبار حقيقي لتماسك تحالف الاحتلال “السعوديّ الإماراتي”، وقدرته على تجاوز صراع الأجندات المتضاربة في اليمن الذي بات يهدّد بتفكيك ما تبقى من أطر التنسيق المشتركة بين الجانبَين المهيمنَينِ على المحافظات اليمنية المحتلّة.