هل هي مسؤولية الرئيس وحده كتب عبدالرحمن جناح

45 مشاهدة

هناك مفهوم خاطئ تماماً لدى معظم الناس في بلادنا حول التغيير ومناهجه، يعتقد الكثيرون أن التغيير سهل، وأن الحاكم قادر، إذا أراد، على إحداثه في الأمور، وكأن الحاكم هو «سوبر مان»، أي الرجل الخارق الذي يمتلك عصا سحرية تستطيع أن تحول الفقر إلى ثراء، والتخلف إلى تقدم، والفشل إلى نجاح، وكأن الحكم يعتمد على إرادة رجل واحد فقط.
ولا يدرك الناس الحقيقة المؤلمة أن هناك هوة واسعة ومسافة هائلة بين «رغبة» الحاكم و«قدرته» على إحداث التغيير، في اعتقادي، لا يوجد حاكم يتمتع بكامل قواه العقلية لا يريد أن تكون بلاده في مقدمة الدول من ناحية المكانة الاقتصادية، والقوة العسكرية، والنفوذ الدولي، والتأثير البالغ في الاستراتيجية العالمية. لكن التاريخ، وهو خير معلم، علمنا أن الرغبة شيء والقدرة شيء آخر.
من الأخطاء الفادحة التي يقع فيها العقل السياسي اليمني إلقاء مسؤولية النجاح أو الفشل على شخص الحاكم وحده، وبناءً على هذا المفهوم، أصبح الرئيس إبراهيم الحمدي قائد حركة التصحيح في 13 يونيو 1974، وليس انقلابياً على من كان رئيساً للبلاد، كما أصبح الرئيس عبد ربه منصور هادي هو من فرط بسيادة البلاد، واللجنة العسكرية للأمن والاستقرار هي المسؤولة عن قطع المرتبات والكهرباء والماء والإنترنت في اليمن.
لا أحد يحقق الانتصارات والثورات وحده، ولا أحد يتسبب في الخسائر أو الهزائم وحده، النجاح أو الفشل، الانتصار أو الهزيمة، التقدم أو التخلف، هي مسؤولية تضامنية يتحملها الجميع معاً، والخوف كل الخوف أن نكرر الخطأ التاريخي ذاته، ونحن نتعامل مع حكم فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس الجمهورية اليمنية والقائد الأعلى للقوات المسلحة.
علينا أن نتأمل حجم المشاكل المتوارثة تاريخياً، وحال البلاد في اليوم الذي تولى فيه المسؤوليات، ومدى مسؤوليته الشخصية ومسؤولية فريق عمله التنفيذي، ومسؤوليتنا جميعاً فيما يتم إنجازه في البلاد، أسهل شيء أن نصدر الأزمة إلى الآخرين، ومن أصعب الأمور أن ندرك مسؤوليتنا في البناء والتغيير في التاريخ اليمني

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع كريتر إسكاي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح