مزيد من التوحش الصعود إلى الهاوية
يصنع كيان الاحتلال مشهدين مختلفين في المنطقة، المشهد الأول تقدمه حروبه غير المنتهية في كل جبهات القتال، من غزة الى لبنان الى وإيران، حيث لم يستطع تحقيق أي حسم عسكري يحقق ما يسميه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالنصر المطلق من جهة، وقد فشل في الحصول على توقيع صك الاستسلام من قوى المقاومة من جهة أخرى، فيظهر ضعيفا عاجزا وفاشلا في آن واحد، والمشهد الثاني تقدمه العمليات الإسرائيلية النوعية التي تستهدف اغتيالات وازنة ومؤثرة وموجعة لقوى المقاومة، لكنها لا تغير في الأداء الميداني لهذه القوى، وشن غارات تدميرية واسعة النطاق تقتل آلاف المدنيين وتدمر منشآت سكنية وعمرانية واقتصادية، بصورة تجعل الحياة أشد صعوبة على السكان ولو بنسب متفاوتة بين ساحات الاشتباك، بحيث يظهر أنه صاحب جبروت وقدرة وأنه قادر على الوصول إلى كل مكان وأي كان وأنه يقتل ويدمر على هواه دون أن يكون أحد قادراً على ردعه، فيظهر قوياً وقادراً ومتفوقاً.
هذا الازدواج المشهدي هو نوع من الخداع البصري والتلاعب الإدراكي، حيث يراد لصورة القوة أن تستر عيوب الضعف والعجز، ما يراد لعمليات التوحش أن تحقق الترويع والردع النفسي وزرع الشعور بالعجز وتعميمه، أملا بطمس قدرة قوى المقاومة على إعاقة مشروعه وإصابته بالفشل، لكن هذا التوحش والترويع واللعبة الادراكية بثنائية قمة القدرة للكيان ودفع المنطقة نحو أصعب مراتب الشعور بالعجز، لم ينجح بتحقيق أحد هدفين منشودين، الأول خلق رأي عام يضغط على قوى المقاومة للخروج من الحرب وارتضاء الهزيمة، بمسميات قد تختلف من ساحة إلى اخرى لكن جوهرها واحد، والثاني هو كسر إرادة قوى المقاومة ودفعها لتقديم المزيد من التنازلات وصولاً لقبول التصفية الذاتية، وهذا يعني إطالة أمد الحرب بوتيرة عالية حيناً ووتيرة منخفضة أحياناً.
الواضح أن ثنائية المقاومة في غزة وجبهة الإسناد اليمنية صارت خط الدفاع الأول عن مفهوم الأمن القومي العربي، حيث الطابع الوجودي لحروب كيان الاحتلال جعل الحرب بسقف عقائدي اسمه “إسرائيل” الكبرى بدلاً من سقف سياسي تقليدي عنوانه تعزيز تكتيكي لعناصر الأمن الاستراتيجي للكيان، كمثل
ارسال الخبر الى: