مريم أبو طالب ووليد طاهر حين يسعف الفن اللغة

36 مشاهدة

تبدو تجربة الفنانة المصرية مريم أبو طالب وكأنها محاولة لاستنطاق الحروف بما يتجاوز وظيفتها اللغوية المعتادة. في أعمالها، تتحول الأبجدية العربية إلى مادة بصرية حيّة، تتنفس إيقاعاتها الخاصة، وتتوزع على المساحات كما لو كانت كائنات تبحث عن معنى جديد. لا تكتفي الفنانة باستدعاء جماليات الخط، بل تمنح الحرف بعداً عاطفياً يمس الذاكرة والمشاعر، فيغدو النص مشهداً مرسوماً أكثر منه جملة مكتوبة.

في معرضها المشترك مع الفنان المصري وليد طاهر، والمستمر في غاليري ضفاف بـ بيروت حتى 23 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تستمر الفنانة في هذه النزعة التي تجعل أعمالها أقرب إلى دفتر شخصي مفتوح. في هذا الدفتر تُسجل أبو طالب مشاعرها وتأملاتها، لكنها في الوقت ذاته تربطه بسياق أوسع يتصل ببحث الفن المعاصر عن هوية بصرية عربية متجددة. في هذا المعرض الذي يحمل عنوان مكتوب تتقاطع الذاكرة مع الحلم، ويتحوّل الحرف إلى جسر يصل بين ما هو ذاتي وما هو إنساني عام.

ما الطريقة التي نقرأ بها الحرف، هل نراه نصاً أم صورة؟

على الجانب الآخر، في تجربة وليد طاهر، تتجاور الحكاية مع اللوحة، وتتشابك اللغة مع الخطوط والألوان في مساحة واحدة. فالفنان الذي خبر الرسم الصحافي وكُتب الأطفال، ينقل حسّ الحكاية إلى أعماله التشكيلية، ليمنحها بعداً سردياً يتجاوز المشهد البصري المباشر. ألوانه ليست زينة سطحية، بل إشارات إلى حالات إنسانية عابرة، بينما تأتي ضربات فرشاته كأنها محاولة لتثبيت ما يتفلت من الوعي. في أعمال طاهر، تتجلى فكرة العبور والزوال، إذ يتحول الشكل إلى أثر، والملمس إلى صدى، كما لو أن اللوحة لا تكتمل إلا في عين المتلقي الذي يعيد نسجها داخله. يذهب طاهر في رحلته بين التجريد والتلميح إلى بناء لغة خاصة، تتقاطع فيها الطفولة مع الفلسفة، واليومي مع الكوني. وفي هذا المزج، يضع المشاهد أمام مرآة بسيطة وعميقة في آن، تعكس لحظات هشّة من وجودنا، وتدعونا إلى إعادة النظر في معنى أن نكون عابرين في هذه الحياة.

/>
من أعمال وليد طاهر

قوة المعرض لا تكمن في فردية

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح