حرب مركبة على الجنوب العربي ما أهدافها وأطرافها ودلالاتها

يواجه الجنوب حربًا مركبة متعددة الأوجه، تستهدف وجوده وهويته ومشروعه الوطني في استعادة دولته كاملة السيادة.
هذه الحرب لا تُخاض بالمدافع وحدها، بل تمتد إلى أدوات أكثر خفاءً وخطورة، تجمع بين الحصار الاقتصادي، والاضطراب الخدمي، والتضليل الإعلامي، والعمليات الإرهابية، وحتى نشر المخدرات بين الشباب، في محاولة ممنهجة لإضعاف إرادة الشعب الجنوبي وكسر صموده.
ففي الجانب الاقتصادي، تُدار حرب شرسة تهدف إلى إنهاك المواطن الجنوبي عبر تعطيل الموارد وعرقلة مرتبات العاملين وإرباك منظومة الإيرادات، في مسعى لتصوير المؤسسات الجنوبية كعاجزة عن إدارة شؤونها.
أما في الجانب الخدمي، فتُستهدف محافظات الجنوب بانقطاع الخدمات الأساسية وافتعال الأزمات المتكررة في الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية، ضمن سياسة الإنهاك التدريجي لإفقاد المواطن ثقته بقيادته ومؤسساته.
وفي الميدان الإعلامي، تعمل ماكينة ضخمة على تشويه صورة الجنوب وقضيته، من خلال حملات تضليل تقودها منصات ممولة من أطراف معادية، تسعى إلى بث الفتنة بين أبناء الجنوب، وخلق انقسام مجتمعي يخدم مشاريع الوصاية والتبعية.
كما تتقاطع هذه الحملات مع موجات إرهاب منظم، تنفذها خلايا تابعة للحوثيين وتنظيم القاعدة، بهدف ضرب الاستقرار الأمني، واستنزاف القوات المسلحة الجنوبية التي تمثل الحائط المنيع في وجه الإرهاب.
أما حرب المخدرات، فقد تحولت إلى سلاح مدروس لضرب المجتمع من الداخل، من خلال شبكات تهريب منظمة تحظى برعاية أطراف تسعى لتدمير الشباب الجنوبي، وإضعاف طاقته المجتمعية وبنيته الأخلاقية.
كل هذه الأدوات تمثل مكونات حرب مركبة هدفها النهائي منع الجنوب من استعادة دولته الحرة ذات السيادة الكاملة.
لكن وعي الشعب الجنوبي وقيادته السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، يقفان بالمرصاد لهذه المخططات، ويؤكدان أن الجنوب اليوم أكثر وعيًا وصلابة، وأن معركته ليست فقط للبقاء، بل لاستعادة دولته وإرادته الحرة مهما تنوعت أدوات الحرب ضده.
ارسال الخبر الى: