مرضى الثلاسيميا في غزة معركة قاسية لتفادي الموت
تحول قسم مرضى الثلاسيميا في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة إلى مجلس عزاء بعد وفاة المريضة صابرين أبو عودة إثر مضاعفات نقل الدم، إذ يعيش مرضى الثلاسيميا فقر الدم المتوسطي على حافة الهاوية، ويصارعون يومياً ضد نقص الأدوية، وتدهور القطاع الصحي.
ولا يعد نقل الدم مجرد إجراء طبي بالنسبة لمرضى الثلاسيميا، بل وسيلة إنقاذهم التي يلزم تكرارها كل بضعة أسابيع، لكن في قطاع غزة، تحولت هذه العملية المنقذة للحياة إلى مصدر قلق بسبب وحدات الدم غير الآمنة التي تعرضهم لمخاطر العدوى.
تعاني الفلسطينية هديل جندية (26 سنة) وشقيقها رامي (21 سنة) وشقيقتها شروق (18 سنة) من مرض الثلاسيميا، ويحتاجون بشكل متكرر إلى نقل الدم، لكنه غير متوفر في مستشفيات القطاع، ما يمثل تهديداً مباشراً لحياتهم. وتبين جندية لـ العربي الجديد: في المرة الأخيرة لم نجد داخل المستشفى سوى وحدة دم واحدة، ما اضطرنا إلى تقسيمها بين شقيقي رامي وشقيقتي شروق، ولم أتمكن من الحصول على قطرة دم واحدة رغم وصول مستوى الهيموغلوبين عندي إلى 6، ما يعني حاجتي الماسة إلى الدم.
وتشير الشابة الفلسطينية إلى أن نقل الدم المتكرر يتسبب في تضخم الطحال، الأمر الذي يستوجب إجراء رعاية الطحال أيضاً، لكن ذلك غير متوفر داخل القطاع المحاصر، بينما وحدات الدم الفاسدة أو غير النقية تسهم في تضاعف نسب الخطر. تحتاج إلى نقل الدم بشكل دوري، وعلى المؤسسات الدولية ووزارة الصحة الفلسطينية توفير وحدات الدم والمستهلكات الطبية والعلاجات والفلاتر. نموت مائة مرة في اليوم الواحد.
ويتسبب غياب فلاتر الدم في تزايد احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة كالحمى، والتفاعلات التحسسية، وتدهور الجهاز المناعي. يقول مريض الثلاسيميا ميسرة أبو نصر (25 سنة)، إنه يعاني من النقص الشديد في الأدوية والفلاتر والدم. ويوضح: نضطر في كثير من الزيارات إلى الرجوع إلى بيوتنا من دون تلقي العلاج، ما يزيد المخاطر على حياتنا.
ويبين أبو نصر لـالعربي الجديد، أن المرض يلازمه منذ اليوم الأول لولادته، وكان يتلقى العلاج قبل الحرب بشكل منتظم رغم
ارسال الخبر الى: