مرشحو الانتخابات الرئاسية الإيرانية ينتقدون تقييد الإنترنت
٢٧ مشاهدة
تطرق مرشحو الانتخابات الرئاسية الإيرانية في مناظرتهم الثالثة مساء أمس الجمعة قبل الانتخابات المقررة يوم الجمعة المقبل 28 يونيو حزيران الحالي إلى واقع شبكة الإنترنت في إيران التي تعاني من القيود والحظر لبعض المواقع بما فيها منصات التواصل الاجتماعي بالإضافة لبطء السرعة وتردي الجودة وأطلق المرشحون وعودا بتحسين الإنترنت سرعة وجودة فيما وجه بعضهم انتقادات شديدة لسياسة حظر منصات التواصل الاجتماعي وفرض القيود على الإنترنت واعدين برفع هذا الحظر في حال فوزهم بالرئاسة الإيرانية وفيما أكد معظم المرشحين رفضهم لحظر منصات التواصل الاجتماعي وتقييد الإنترنت اتفقوا على إمكانية فرض قيود على الشبكة العنكبوتية وقت الأزمات كإجراء قالوا إن الدول تلجأ إليه في بعض الحالات ومن جهتهم انتقد مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تصريحات بعض مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية وبشكل خاص المحافظين حول رفضهم حظر هذه المنصات في حين أن الحظر طبق فيما هم في السلطة ولعب بعضهم دورا فيه مافيا في بي أن وكان المرشح المحافظ المعتدل مصطفى بور محمدي أول من هاجم سياسات الحكومات السابقة تجاه الإنترنت والفضاء الافتراضي واصفا هذه السياسات بأنها خاطئة وقال في المناظرة التي بثها التلفزيون الإيراني بشكل مباشر واستمرت لأربع ساعات إن الحظر كان جيدا في بادئ الأمر لكن استمراره أدى إلى ظهور مافيا بروكسي في بي أن ودعى إلى إنهاء الحظر المفروض على منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية وأكد بور محمدي ضرورة وجود معرفة شاملة بالفضاء الافتراضي وتهديداته وفرصه مع توجيه اتهامات للحكومة السابقة والحكومة الحالية بـالتقصير في قنونة هذا الفضاء وانتقد بور محمدي رئيس البرلمان الإيراني المرشح الرئاسي محمد باقر قاليباف متسائلا عما فعله لأجل تقنين الفضاء الافتراضي خلال رئاسته البرلمان في السنوات الأربع الأخيرة وأضاف أن بيع برامج فك التشفير يتم على مرأى ومسمع السلطات وأشار إلى المردود المالي الكبير لبائعي هذه البرامج بدوره أبدى محمد باقر قاليباف المتحدث الثاني من بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية حسب الترتيب رفضه للحظر والإغلاق وقال إن هذه السياسة لها مخاطر ويترتب عليها فساد كبير على خلفية انتشار برامج فك التشفير التي تسهل وصول الأطفال والشباب الإيراني إلى مواقع غير أخلاقية لكنه دافع في الوقت ذاته عن فرض الحظر على منصات التواصل وتقييد الإنترنت في أوقات الأزمات مضيفا أن ذلك استثناء وأشار في السياق إلى تطبيق هذه السياسة خلال احتجاجات أواخر عام 2022 التي اندلعت جراء وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب بطهران بتهمة خرق قواعد الحجاب وأضاف قاليباف أن الأمن في هذه الحالة يكتسب الأولوية داعيا إلى إطلاق ما سماه قيادة الفضاء الافتراضي وقال إن معظم الأنشطة الاقتصادية تجري في هذا الفضاء لكننا لم نستطع القيام بالتخطيط اللازم وقمنا فقط بتقييد هذا الفضاء ولفت إلى زيادة استخدام برامج فك التشفير في إيران من 22 إلى 67 في الوقت الراهن ما يعني قيامنا بزيادة المخاطر بدلا من صون هذا الفضاء وأشاد قاليباف بنفس الوقت بتوسيع الشبكة الوطنية للمعلومات في الحكومة الحالية وقال إن نسبة انتشارها ارتفعت إلى 75 في البلد عبر التعاون بين البرلمان والمجلس الأعلى للفضاء الافتراضي مشيرا إلى أن تدشين هذه الشبكة هو أحد طرق قيادة الفضاء الافتراضي كما وعد قاليباف بزيادة سرعة الإنترنت وحل مشكلة بطئه وكانت الحكومة الإيرانية أطلقت عام 2009 الشبكة الوطنية للمعلومات وكان يفترض أن تربط جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها بنهاية 2012 لكنها لم تكتمل بعد ليحدد البرنامج التنموي السادس والمقر في البرلمان عام 2016 أنه بحلول عام 2021 سيتم إنجاز المشروع غير أنه لم ينجز في هذا التاريخ أيضا من جهته انتقد المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان سياسة حظر منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية وتقييد الإنترنت واعتبر أن تشديد هذا الإجراء خلال العامين الأخيرين بعد الاحتجاجات أطاح بالكثير من الأعمال وتسبب ببطالة كثيرين من العاملين في الفضاء الافتراضي مشيرا إلى ظهور مجموعات تحصل على أرباح كبيرة من خلال بيع برامج فك التشفير وأكد على تحرير الفضاء الافتراضي مشيرا إلى أن منصة إكس هي مكان للتعلم وتقدم مساعدات كثيرة للمستخدمين لكننا من خلال الحظر قطعنا تواصلنا مع العالم ووعد بزشكيان بأنه إذا فاز بالرئاسة الإيرانية سيتصدى بكل حزم للقيود المفروضة على الإنترنت ومنصات التواصل المنصات المحلية وكان المرشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية سعيد جليلي هو المرشح الوحيد الذي لم يعلن رفضه للحظر المفروض على منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية وتقييد الإنترنت لكن جليلي في المقابل أشاد بمؤسسي المنصات المحلية والناشطين فيها قائلا إن هذه المنصات بدأت في ظروف صعبة وتطورت فيها ووصف المنصات المحلية أمثال بله وروبيكا وسروش وإيتا ونشان وبلد وسلام وإسنب وغيرها بـالقيمة وبـالإنجازات العظيمة معتبرا أن أصحاب هذه المنصات أبوا أن تكون البلاد مستهلكة فقط وتتبع سيادة أجنبية على منصات التواصل فأسسوا لسلطة افتراضية محلية ولفت جليلي إلى التأثير المتزايد لمنصات التواصل وكيف أن الدول تبحث عن تدويل منصاتها المحلية وتضع قوانين مشددة على المنصات الأجنبية مثل ما قامت به أميركا بشأن منصة تيك توك ورأى المرشح الرئاسي المحافظ أمير حسين قاضي زادة هاشمي أن سياسات الحظر والتقييد لمنصات التواصل والإنترنت فشلت مشيرا إلى أن عدد مستخدمي منصة تليغرام في إيران يبلغ أكثر من 40 مليون شخص رغم حظرها وأكد أن نمو وتطوير الاقتصاد بحاجة إلى الإنترنت وأن الحكومة الذكية لن تتشكل من دون الإنترنت وهذا هو الحال بالنسبة للاقتصاد الرقمي وشدد على أهمية توفير إنترنت سريع وذي جودة وآمن في إيران وعازيا مشكلات الإنترنت إلى ثلاثة عوامل هي عدم وجود بنى تحتية مناسبة ووجود القيود وهجرة العقول المتخصصة والمهنية في مجال الإنترنت مشيرا إلى تخلف إيران عن توسيع البنى التحتية للإنترنت حيث إنها في الموقع الـ145 عالميا من بين 180 دولة أما المرشح المحافظ ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني فاتهم المرشحين المنتقدين لسياسة حظر منصات التواصل الاجتماعي بممارسة دور في هذا الحظر وانتقد المرشح بزشكيان لحديثه عن وجود مشروع لتقييد الإنترنت تحت مسمى مشروع حماية حقوق المستخدمين في العالم الافتراضي داعيا إلى عدم الخلط بين هذا المشروع الذي لم يتحول بعد إلى قانون وبين قضية الحظر وقال زاكاني إن جميع الأصدقاء الذين انتقدوا الحظر هم تسببوا به وكان لهم دور فيه كما أن البعض سمحوا باستخدام منصات تواصل خارجية بلا قيود وعندما انتشرت هذه المنصات فقدوا السيطرة عليها ويكشف تقرير لمركز إيسبا الإيراني لقياس الأفكار والاستطلاعات صدر في مايو أيار 2022 عن أن 78 5 من سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي ويشير التقرير إلى أن منصة واتساب هي الأكثر شعبية في إيران إذ يستخدمها 71 1 من مستخدمي الشبكات الاجتماعية ثم منصة إنستغرام بـ49 4 وثم تليغرام بـ31 6 وكان حظر منصتي واتساب وإنستغرام خلال سبتمبر أيلول 2022 قد دفع بعشرات الآلاف إلى النزوح صوب منصة تليغرام المحظورة أيضا لأن الوصول إليها أسهل من باقي المنصات وتشير تقارير إيرانية إلى أن عدد مستخدمي تليغرام في إيران يبلغ حاليا نحو 50 مليون شخص ويلجأ الإيرانيون إلى برامج فك الحجب والتشفير للوصول إلى جميع المنصات المحظورة مثل إنستغرام وواتساب وإكس وفيسبوك ويوتيوب الأمر الذي زاد تكاليف إنفاقهم على الإنترنت حيث تحولت خدمة في بي أن إلى تجارة رابحة لمقدمي هذه الخدمة في إيران