في أكبر مدينة يمنية مواقد الحطب تعود لتشعل مطابخ السكان بدلا من اسطانات الغاز المنزلي والجوع يحاصر البيوت

تعاني مدينة تعز، أكبر المدن اليمنية سكانًا، من أزمة حادة في توفر الغاز المنزلي، دفعت سكانها للعودة إلى استخدام الحطب والكرتون في الطهي، وسط ارتفاع غير مسبوق في أسعار أسطوانات الغاز التي وصلت إلى أكثر من 10,500 ريال للأسطوانة الواحدة في ظل شح الكميات المتوفرة.

وتشير شهادات ميدانية إلى انتشار ظاهرة الطبخ بالوسائل البدائية في مختلف أحياء المدينة، حيث اضطرت العديد من الأسر للجوء إلى جمع الحطب والكرتون، فيما أغلقت بعض المطاعم والأفران أبوابها أو رفعت أسعارها بسبب عدم توفر الغاز.

وبينما يقف المواطنون في طوابير طويلة للحصول على اسطوانات الغاز، تتزايد الشكاوى حول تلاعب في آلية التوزيع وانتشار السوق السوداء، حيث تباع الاسطوانات بأسعار تصل إلى 13,000 ريال.

المواطنون يتهمون مسؤولين نافذين وعقال الأحياء بالتحكم بالكميات وبيعها وفق المحسوبية والعلاقات الشخصية.

من جانبه، أرجع مدير فرع شركة الغاز بتعز، بلال القميري، سبب الأزمة إلى تأخر وصول الكميات نتيجة احتجازها في محافظة مأرب، بالإضافة إلى تحديات أمنية تعرقل عمليات النقل، مشيراً إلى وجود تحركات بقيادة محافظ تعز بالتنسيق مع محافظ لحج للإفراج عن المقطورات المحتجزة.

وفي تطور لافت صباح الأحد 22 يونيو، خرجت مسيرة احتجاجية من شاحنات نقل الغاز المنزلي التابعة لوكلاء تعز، اعتصمت أمام مبنى السلطة المحلية احتجاجاً على استمرار احتجاز مقطوراتهم في لحج.

وتأتي هذه الأزمة لتضاف إلى سلسلة من الأزمات الخدمية التي تعاني منها تعز، أبرزها أزمة مياه الشرب، في مشهد يعكس تفاقم الوضع المعيشي في المدينة التي أنهكتها الحرب.