مدرسة ناس للمسرح الاجتماعي فرجة المناطق المحرومة ثقافيا
لا تزال أفكار المخرج البرازيلي أوغستو بوال، مؤسس مسرح المقهورين، تأخذ أشكالاً وتجارب متعددة حول العالم تتبنى تحرير الخشبة من جدرانها وإعادتها إلى الشارع، ليكون الجمهور شريكاً في الفعل المسرحي لا مجرد متفرج.
في القاهرة، تمثّل مدرسة ناس للمسرح الاجتماعي امتداداً حياً لهذا التقليد، إذ تدمج بين التدريب على فنون الأداء الجسدي وأساليب المسرح التفاعلي، وبين العمل الميداني وسط الناس، حيث تنظم المدرسة يوم الجمعة المقبل، 15 أغسطس/آب، ورشة مفتوحة بعنوان خلق شخصية، تزامناً مع إعلانها فتح باب القبول للدفعة السادسة، لتواصل مشروعها في تكوين جيل من الممثلين القادرين على أن يكون المسرح على بعد خطوة من جمهوره، أينما كان.
تُعرّف المدرسة مشروعها بأنه مسرح يتجاوز المسافة بين الخشبة والمجتمع، لكن مديرها الفني، مصطفى وافي، يذهب في حديثه إلى العربي الجديد أبعد من التعريف الأكاديمي، ليصفه بأنه مسرح موجّه إلى المناطق المحرومة ثقافياً، تلك التي لا تحظى بدعم مؤسساتي، فيذهب إليها الممثلون بدلاً من انتظار جمهورها في القاعات، ليصبح المسرح أداة للتعبير والمقاومة المجتمعية، وليس مجرد فعل ترفيهي.
قدّم خريجو المدرسة عشرات العروض في الأحياء الشعبية والقرى
خريجو ناس قدّموا خلال السنوات الماضية عشرات العروض في أماكن مثل حي الزبالين، والشرابية، ومصر القديمة، وعدد من قرى الصعيد، محوّلين الساحات إلى منصات حرة للأداء. هذا النمط من العمل يتطلب ممثلاً شاملاً، يمتلك مهارات متعددة من السيرك والأكروبات إلى الكوميديا الجسدية والارتجال والكتابة، وهو ما تحرص المدرسة على تدريسه على يد مدربين مصريين وأجانب، في مجالات نادرة محلياً مثل الحكي الجسدي، والمهرج المسرحي أو ما يُعرف بـ الكلاون.
يتوزع منهج ناس على ثلاثة محاور رئيسية، وهي تنمية المهارات الأساسية للممثل من صوت وحركة وإيقاع وأكروبات، وخلق الشخصيات والعمل الجماعي، وتعلّم مدارس مسرحية متنوعة مثل التراجيديا والكوميديا دي لارتي والميلودراما والبوفون والمايم ومسرح الشيء والإخراج، ثم تنفيذ مشروعات تطبيقية في الفضاء العام. ولا يقتصر التدريب على المهارات الفنية، بل يشمل الإدارة الذاتية للعروض والمشروعات، وهو ما يمنح الخريجين القدرة على تأسيس فرقهم
ارسال الخبر الى: