مخيم الهول مأساة إنسانية وفشل دولي

26 مشاهدة

يُعدّ مخيم الهول أحد أكبر مخيمات النزوح في سورية، ويقع في ريف محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد، قرب الحدود السورية–العراقية. أُنشئ المخيم في الأصل عام 1991 لإيواء لاجئين عراقيين، ثم أُعيد تفعيله وتوسيعه بشكل كبير بعد عام 2014، مع تصاعد الصراع في سورية والحرب على تنظيم داعش.

لم يعد مخيم الهول مجرد مساحة إيواء مؤقتة لضحايا الحرب، بل تحوّل إلى أحد أوضح تجليات الفشل الدولي في التعامل مع مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم داعش. ففي داخله تتكدس معاناة عشرات الآلاف من البشر، معظمهم من النساء والأطفال، في ظروف إنسانية قاسية، وسط غياب شبه كامل للحلول السياسية والقانونية المستدامة، واستمرار تخلّي المجتمع الدولي عن مسؤولياته المباشرة.

يضم المخيم اليوم نازحين سوريين ولاجئين عراقيين، إضافة إلى عائلات مقاتلي تنظيم داعش من جنسيات متعددة. ورغم اختلاف الخلفيات، فإن القاسم المشترك بينهم هو العيش في بيئة مغلقة تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الكرامة الإنسانية. فالنقص الحاد في الخدمات الصحية، وتراجع فرص التعليم، وانتشار سوء التغذية، وتدهور الأوضاع النفسية، كلها عوامل تجعل الحياة اليومية في المخيم أقرب إلى صراع من أجل البقاء، لا إلى حماية إنسانية مؤقتة.

لم يعد مخيم الهول مجرد مساحة إيواء مؤقتة لضحايا الحرب، بل تحوّل إلى أحد أوضح تجليات الفشل الدولي في التعامل مع مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم داعش

ويُعدّ الأطفال الضحية الأبرز لهذه المأساة، فقد نشأ الآلاف منهم في بيئة يسودها الحرمان والعنف والخوف، من دون تعليم نظامي أو دعم نفسي حقيقي، ما يهدد بإنتاج جيل كامل محروم من الفرص، ومعرّض للاستغلال أو الانجراف نحو التطرف. إن ترك هؤلاء الأطفال في هذا الفراغ الإنساني والأخلاقي لا يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفل فحسب، بل يمثل أيضاً خطراً مستقبلياً على الاستقرار الاجتماعي والأمني في المنطقة وخارجها.

وعلى الرغم من وضوح حجم الكارثة، لا يزال المجتمع الدولي يتعامل مع مخيم الهول بوصفه مشكلة محلية. فالدول التي ينتمي إليها آلاف القاطنين في المخيم، ولا سيما في قسم الأجانب، ترفض في

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح