مخاوف إسرائيل الأمنية
٤٤ مشاهدة
لا تدرك إسرائيل أن جزءاً كبيراً من مشكلتها مع العرب هو أنها لم تجد حلاً للتغلب على مخاوفها سوى التمسك بلغة القوة، ومن الملاحظ أن إسرائيل دولة متعددة الأطياف فيها تيارات يمينية متطرفة وتيارات يسارية أكثر انفتاحاً وما بينهما تتعدد الرؤى والمفاهيم الخاصة بالأحزاب الأخرى، وتخضع عملية السلام والمفاوضات لطبيعة الانتماء السياسي للحكومة، ففي بعض الفترات ومع اعتلاء التيارات المعتدلة لسدة الحكم حدث بعض التقارب مع العرب، كما يحدث العكس أيضاً عندما تفوز التيارات المتشددة.
تصور الحكومات الإسرائيلية نفسها أنها واحة للسلام وسط بقعة جغرافية من العرب العدوانيين، وأنها الدولة الصغيرة التي يتحين العرب الفرصة للانقضاض عليها، كما أنها وطن الشعب المسالم المحب للسكينة وسط دول تتفنن في رفض التفاوض ولا تفهم إلا لغة الحرب، ومن المؤكد أن هذه الدعاية الإعلامية -بخلاف قوى اللوبي المنتشرة داخل دول كثيرة وأهمها الولايات المتحدة- مكّنت إسرائيل من حصد تعاطف العالم معها وحمّستهم لمساندتها بكل ما أمكنهم فعله.
من الملاحظ أن إسرائيل تلجأ لكافة الوسائل لتحصل على كافة أنواع الدعم المتاحة، غير أنها تستبعد عامدة متعمدة خيار السلام العادل والدخول في مفاوضات جادة تتضمن أطروحة إقامة دولتين واحدة للفلسطينيين وأخرى للإسرائيليين، فهي تستخدم سلاحها الإعلامي والدبلوماسي والسياسي والعسكري والأمني لفرض رؤيتها، متناسية حقوق جيرانها العرب في الدفاع عن أنفسهم، على
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على