محور إيران بين التكيف والانحسار مناورة أم بداية تفكك

بعد سنوات من بناء شبكة وكلاء في المنطقة، تواجه إيران اليوم مرحلة مفصلية، حيث تتغير موازين القوى على عدة جبهات.
فقد أدى صعود قادة جدد في سوريا ولبنان بعيدا عن هيمنة إيران، إلى تنامي نزعة الاستقلال عن التأثيرات الخارجية.
فيما تشهد بعض الفصائل العراقية مراجعات داخلية لموقعها ضمن ما يسمى محور المقاومة، في ظل تطورات إقليمية ودولية متسارعة.
ورغم هذه التحديات، لا تزال بعض القوى المرتبطة بإيران تحافظ على موقعها، مثل الحوثيين في اليمن، الذين يعولون على الجهود الدبلوماسية الخارجية، لتجنب المزيد من التصعيد.
مراجعات استراتيجية أم تكتيك مرحلي؟
بيْد أن مراقبين يرون أن إعلان بعض الفصائل العراقية إعادة النظر في موقفها أو الحد من أنشطتها العسكرية قد يكون جزءا من استراتيجية أوسع، تهدف إلى التكيف مع الضغوط السياسية والعسكرية وتجنب الصدام المباشر مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دون أن يعني ذلك تفككا حقيقيا للمحور.
وفي هذا السياق، تبرز تصريحات مسؤول إيراني لصحيفة تليغراف البريطانية، قبل أيام، كشف فيها أن بلاده قررت سحب قواتها العسكرية من اليمن ووقف دعمها للحوثيين، بالتزامن مع تكثيف الولايات المتحدة ضرباتها الجوية ضد المليشيات وتحذيرات ترامب لطهران بضرورة وقف دعمها لهذه الجماعة.
ووفق المسؤول الإيراني، الذي لم تكشف «تليغراف» عن اسمه، فإن هذا القرار تم اتخاذه بهدف تجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في حال مقتل جندي إيراني.
ورغم غياب التأكيد الرسمي العلني من قبل إيران، لفت المسؤول نفسه إلى أن بلاده “تقوم بإعادة تقييم سياستها” تجاه الجماعات الوكيلة في المنطقة، مع تركيزها الأساسي الآن على التهديدات المباشرة من جانب الولايات المتحدة.
هدوء تكتيكي أم بداية تغيير أعمق؟
يعتقد المحلل السياسي اليمني مروان محمود أن محور إيران قد يمر بمرحلة من التكيف أو إعادة التموضع، نتيجة الضغوط المتزايدة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، مع الاستفادة من ديناميكية الأدوار المختلفة التي تلعبها القوى المتحالفة معه.
وأشار في حديثه مع العين الإخبارية إلى أن الهدف الأساسي للولايات المتحدة ليس بالضرورة تفكيك هذا المحور بالكامل، كما فعلت
ارسال الخبر الى: