محمد سعيد دفتردار أول معتمدي المعارف بالمدينة المنورة

51 مشاهدة
في الكثير من الأحايين يحتار كاتب السير في إيجاد العنوان الملائم المصاحب لسيرة الشخصية التي يترجم لها، خصوصاً إذا كانت متشعبة الاهتمامات، متنوعة الإنجازات، أو كانت صاحبة مسيرة طويلة قادتها إلى تحمل أكثر من مسؤولية في أكثر من حقل، أو تركت خلفها أثراً هائلاً تعجز الكلمات عن وصفه، أو كانت الأولى في العديد من المجالات. وهذا تحديداً ما واجهته وأنا أكتب هذه المادة التوثيقية عن «محمد دفتردار»، العالم والأديب والمربي والمؤرخ والمترجم المدني (نسبة إلى المدينة المنورة)، فهو ليس فقط أول معتمدي المعارف بالمدينة المنورة في العهد السعودي، وليس أول من نال الشهادة العالمية من الأزهر الشريف من أبناء المدينة فحسب، وأول من ألّف الكتب المدرسية، وإنما هو أيضاً من أوائل قادة الحركة الأدبية والتعليمية في المدينة، ومن أوائل من أرخ ووثق سير الراحلين من أدباء المدينة، علاوة على أن سيرته مكتنزة بأحداث وحكايات وتقلبات كثيرة.
قال عنه الأديب المدني الكبير الدكتور محمد العيد الخطراوي: «لقد كان - رحمه الله - شعلة من النشاط لا تهدأ، قضى حياته في خدمة العلم والفكر، فهو الإداري المحنك، والمربي الخبير، والمعلم القدير، وهو المؤرخ البارع، والناقد الفارع، والموسوعي الذي لا يشق له غبار، والشاعر الرقيق، والقاص الناقد البصير، والباحث المدقق، وليس على الله بمستبعد أن يجمع العالم في واحد».
ولد محمد بن (محمد سعيد) بن يحيى بن (محمد سعيد) بن عمر بن علي بن عبدالرحمن دفتردار (أو الدفتدار كما يلفظها المدنيون) الحنفي المدني بالمدينة المنورة في عام 1005 لأب هو الشيخ محمد سعيد دفتردار، الإمام في المسجد النبوي والموظف في أمانة خزينة المدينة المنورة والذي توفي قبل ميلاده، ولأم هي «زليخة بنت الشيخ محمد أسكوبي».
نشأ يتيماً في كنف جده داخل أسرة علم وفضل وتاريخ ونسب عريقين هي أسرة آل دفتردار، الذين يرجع أصلهم إلى جدهم العلامة «علي أفندي بن عبدالرحمن الرومي»، «الذي قدم إلى المدينة في حدود سنة 1140 للهجرة، وكان طالباً للعلم وبارعاً في المنطوق والمفهوم وصاحب ثروة وخط حسن وأخلاق

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح