محمد الويس من لاعب قدم إلى منولوجست فمخرج ومذيع

32 مشاهدة
يعد المونولوج كلمة لاتينية تعني الأداء المنفرد من الفنون التي غزت العالم العربي قديما وجذبت الجماهير لأنه اعتمد على الغناء القصير المصاحب للموسيقى السريعة ناهيك عن طبيعته الكوميدية الساخرة والناقدة للأحوال الاجتماعية والسياسية بشكل طريف ومن رواده الأوائل في مصر الفنان سيد درويش الذي نظم ولحن العديد من المونولوجات الطقطوقات في عشرينات القرن الماضي الأمر الذي شجع فنانين مصريين آخرين على اقتفاء أثره لاحقا فظهرت أسماء ارتبطت بهذ اللون الغنائي الساخر مثل محمود شكوكو وثريا حلمي وإسماعيل يس وسيد سليمان ومحمد كامل وصولا إلى أحمد غانم وسيد الملاح ومسعد القص وغيرهم وكانت المونولوجات تؤدى في البداية على المسارح ثم سجلت على الأسطوانات قبل أن تنتقل إلى السينما والإذاعة والتلفزيون من رواد هذا الفن الأوائل في السعودية الفنان عبدالعزيز الهزاع وسعد التمامي وحسن دردير مشقاص أما رائد المونولوج في الكويت بلا منازع فهو الفنان محمد حمود الظفيري المعروف باسم محمد الويس الذي سنوثق سيرته وأعماله في هذه المادة استنادا إلى ما كتب عنه في الصحافة الكويتية والخليجية خصوصا صحيفة الجريدة في عددها ليوم 23 8 2011 وما هو مدون في الأدبيات الفنية الكويتية لم يكن غريبا أن تشهد الكويت منذ ستينات القرن العشرين ظهور هذه الموهبة الفذة التي جمعت في شخصها قدرات متنوعة شملت رياضة كرة القدم وغناء المونولوج وكتابة الأغاني وتلحينها والإخراج التلفزيوني وإعداد البرامج وتقديمها وأشياء أخرى كثيرة ذات صلة بالفنون والإبداع ذلك أن الكويت بمجرد استقلالها في عام 1961 أولت اهتماما ورعاية كبيرين بما يسمى اليوم القوة الناعمة فأنفقت بسخاء على المسرح والتلفزيون والفرق الموسيقية والتراث الشعبي وابتعثت الموهوبين من بنينها وبناتها إلى الخارج للدراسة وصقل مواهبهم في أفضل المعاهد والكليات العربية والأجنبية واستعانت بعباقرة الفن في مصر لإحداث حركة ثقافية وفنية غير مسبوقة في المنطقة إلى درجة أن تحولت الكويت في السبعينات إلى منارة للثقافة والإبداع والتنوير ومحجة لكل أبناء الخليج الموهوبين الباحثين عن الشهرة والانطلاق والنجومية كما كان حال مصر بالنسبة للعرب ويعود الفضل في ما اتخذته الكويت من قرارات وقتذاك لثلة من رجالاتها المتعلمين المخلصين من أمثال عبدالعزيز حسين وأحمد مشاري العدواني وحمد عيسى الرجيب الذين عملوا بدعم غير محدود من وزير الإعلام الأسبق المغفور له الشيخ جابر العلي الصباح ولد محمد حمود الظفيري المكنى أبوعبدالله في الكويت في 1950 وفيها أتم تعليمه النظامي بمراحله الثلاث وأثناء سنوات دراسته تلك كان شعلة من النشاط يمارس التمثيل والغناء والعزف على خشبة المسرح المدرسي وفي المخيمات الكشفية وخلال الرحلات و الكشتات البرية والبحرية كما برزت مواهبه في فن المونولوج من خلال نادي الرازي الذي كان يلتحق به في عطلات الصيف مع فرقة موسيقية مكونة من زملائه الشباب من أمثال الفنانين المعتزلين حاليا عبدالرحمن السريع وحمدان السريع إلى ذلك انشغل الويس بلعبة كرة القدم فقد كان من البارزين والموهوبين في هذه اللعبة الساحرة إبان سنوات دراسته ثم لعبها لاحقا مع نادي السالمية الرياضي في خانة حراسة المرمى وفي هذا النادي حدث أن افتقده ذات يوم أحد المدربين فطلب أن يؤتى به ولم يكن يعرف اسمه ما جعله يطلق عليه الويس على اسم عالم أحياء أجنبي كان شبيها له في الملامح والقامة ومذاك التصق به هذا الاسم وراح أصدقاؤه وزملاؤه ينادونه محمد الويس في الحفل الختامي لأحد المخيمات الكشفية التي أقيمت سنة 1967 بحضور رائد التعليم والأب الروحي للمعارف الكويتية وأول وزرائها الشيخ عبدالله الجابر الصباح رحمه الله قدم الويس مونولوجين بمصاحبة فرقة موسيقية من زملائه كان المونولوج الأول بعنوان مد ريولك قد لحافك ومطلعه مد ريولك قد لحافك لا تطالع غيركتتعب هذا وذاك ما يفيدونكقد فلوسك كل واشرب ومد ريولكأما المونولوج الثاني فقد كان بعنوان بنات بلادك أحسن ومطلعه باللي تخطب من برهبنات بلادك أحسن لكخرج صاحبنا من هذه التجربة بهدية كانت عبارة عن ميدالية و100 دينار علاوة على ذلك وتقديرا من راعي الحفل لأدائه الجيد أمر الشيخ عبدالله الجابر مسؤولي الإذاعة الكويتية بتبنيه فنيا وإتاحة الفرصة أمامه لتسجيل أعماله الغنائية في استوديو الإذاعة بمصاحبة فرقتها الموسيقية وهكذا سجل الويس في 1968 وهو في سن الـ18 مونولوجات في استوديوهات الإذاعة ثم صورها في التلفزيون وكان من بينها مونولوج مد ريولك آنف الذكر ومونولوج عجايب الدهر علاوة على مونولوج شيلي قشك ألحان وكلمات ثامر السيار الذي شاركه في أدائه الفنان الراحل عبدالعزيز النمش وبسبب مشاركة النمش انتشر العمل وانتشر اسم الويس معه في الأوساط الفنية وبات أشهر من نار على علم وتعتبر الأدبيات الفنية الكويتية مونولوج شيلي قشك أحد أشهر المونولوجات التي قدمت في تاريخ الحركة الغنائية الكويتية الحديثة وقد اشترته إحدى الشركات الفنية وطبعته على أسطوانات وما زال يذاع إلى يومنا هذا حتى تلك الفترة كان فن المونولوج مجرد هواية من هوايات الويس الكثيرة لكنه وجد نفسه غارقا في هذا اللون الغنائي ومطالبا بتقديم المزيد إرضاء لجمهور راحت أعداده تزداد تدريجيا وتجاوبا أيضا مع صديقه الشاعر يوسف الجراح الذي أعد له كلمات مونولوجات كثيرة علما أن أول من كتب له نص مونولوج ليؤديه هو عبدالجبار مزعل في البداية دأب الويس على تقديم أعماله من خلال الإذاعة والتلفزيون لكنه بدأ بعد ذلك في تقديمها من خلال حفلات جماهيرية عامة على الرغم مما كان يشعر به من خجل وارتباك وأول حفلة عامة شارك فيها كانت حفلة خيرية أقامتها السيدة لولوة القطامي في أوائل السبعينات على خشبة مسرح الأندلس وشاركه فيها عبدالمحسن المهنا وليلى عبدالعزيز من الكويت ونجاة الصغيرة من مصر وقد بكى الويس في هذا الحفل تأثرا بتصفيق وترحيب الجمهور الغفير له أما الحفل الثاني الذي شارك فيه فقد كان حفلا غنائيا في نادي اليرموك الرياضي بمناسبة فوز الأخير بكأس الأمير وفيه قدم الويس أغنية خاصة من ألحانه وكلمات الشاعر يوسف ناصر مطلعها رحت اسأل يالربع شنهو الخبر شنهي هالزينة اللي تطري بالبحرقالوا لي كأس الأمير طار ببساط الحرير شللوا فيه اللواعيب السمرأما أول رحلة خارجية له فقد كانت إلى سلطنة عمان للمشاركة في عيد جلوس السلطان قابوس رحمه الله مع مصطفى أحمد وعايشة المرطة من الكويت ومحمد زويد من البحرين وعادل مأمون من مصر وأبو بكر سالم من السعودية تلتها رحلة إلى القاهرة شارك خلالها صديقه المصري الملحن مصطفى العوضي في تقديم بعض المونولوجات في القاهرة كان بعضها من ألحان العوضي مثل الأغنية الوطنية يا كويت والأغنية الرياضية أهلي والنبي أهلي شكلت فترة أوائل السبعينات من القرن العشرين منعطفا مهما في مسيرة الويس المونولوجية ففيها تعاون مع الملحن الكويتي الكبير وصاحب البصمات الخالدة في تطوير الفن الغنائي بدولة الكويت المرحوم عبدالرحمن البعيجان في إطلاق مونولوج يا طوير هندي من كلمات الشاعر الغنائي محمد المحروس يقول مطلعه ياطوير هندي عندك ما عنديعندك سيارة فيها الخســــارةمن بعد البعيجان ونجاح تلحينه يا طوير هندي نجاحا لافتا تعاون الويس مع ملحنين وشعراء آخرين كثر إذ قدم في 1974 مونولوج أشكال وألوان من تأليفه وألحان المرحوم حمدي الحريري وفي 1975 قدم من كلمات عبداللطيف البناي وألحان يوسف المهنا مونولوجات طارت الطيارة و راحة البال من كلمات سليمان المرداس وألحان عبدالله بوغيث و البمبرة من كلمات يوسف ناصر وفي 1968 قدم مونولوج درب السلامة المروري من كلمات يوسف ناصر وسجل في 1978 مونولوج يالمشتقي من كلمات عبدالأمير عيسى وألحان راشد السلطان كما تعاون مع الفنان القدير غنام الديكان في أكثر من عمل فني ومع الشاعر عبدالرحمن النجار في مونولوج سمعوا هالقصة ومع الملحن خالد الزايد في مونولوج شاي الضحى ومن بين أعماله الشهيرة الأخرى مونولوجات ضاع الديك و يا ساتر من السرعة و المينون و العزوبية و السيجارة و الدنيا مظاهر و لا يغرك شراعه وغيرها من المونولوجات التي تناولت التغيرات والمشاكل الاجتماعية التي طرأت على المجتمع الكويتي بصفة خاصة وعلى الرغم من أن الويس اعتمد في الجل الأعظم مما غناه على ألحان غيره إلا أنه خاض مجال التلحين أيضا في دليل آخر على تشعب مواهبه فلحن مونولوجات لنفسه ولفنانين آخرين مثل البحريني باسط البوسطة والكويتي عبدالمجيد عبدالقادر مع ملاحظة أن توجهه هذا نحو التلحين لغيره جاء في السنوات الأخيرة من مشواره مع المونولوج أي حينما وجد أن المونولوج فقد دوره وتأثيره وجمهوره خصوصا مع ظهور نماذج أساءت لهذا اللون الغنائي الساخر بالحركات السخيفة والملابس المزركشة والنطنطة على المسرح كالأراجوز على حد قوله ومما لا شك فيه أن الويس أحدث في الإذاعة والتلفزيون الكويتيين حراكا من نوع خاص فكافأته وزارة الإعلام بابتعاثه على نفقة الدولة إلى مصر لإكمال دراسته الجامعية وبالفعل سافر إلى هناك وتخرج من كلية إدارة الأعمال بجامعة القاهرة في العام الدراسي 1982 1981 كما درس في المعهد العالي للفنون الموسيقية بمصر الذي منحه الدبلوم العالي ثم تابع دراسته في بريطانيا فنال دبلوم الإنتاج والإخراج من تلفزيون لندن بعد عودته إلى وطنه مكللا بالشهادات تم تعيينه في بادئ الأمر مساعد مخرج قبل أن يترقى ويصبح مخرجا ثم أصبح مديرا لإدارة التشغيل والتنفيذ والمتابعة في القناة الثالثة الرياضية وبعدها صدر أمر بتعيينه مستشارا في وزارة الإعلام وظل كذلك إلى أن تقاعد من العمل الحكومي وإبان عمله مخرجا في التلفزيون قام بإخراج برامج منوعات كثيرة منها عالم السينما و سهرة منوعة و مجلة التلفزيون و لقاء الخميس و أنتم والمنوعات و أسفرت كما أخرج تغطيات للاحتفالات الرسمية وبرامج توثيقية عن بعض مناطق الكويت مثل جزيرة فيلكة وأخرى عن الرواد الأوائل في الكويت تحت عنوان رفقاء الدرب تقاعد الويس من العمل الحكومي لكنه لم يتقاعد عن الفن والإبداع صحيح أنه ابتعد عن غناء المونولوج والإخراج للتلفزيون لكن الصحيح أيضا أنه اتجه إلى إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية والإذاعية خالعا بذلك على نفسه صفة المذيع ومقدم البرامج ومنضما إلى جيش الإعلاميين حيث نجح في إعداد وتقديم برامج المسابقات غطاوي بدءا من عام 2000 بمشاركة المذيعتين ورود وحليمة بولند والممثلة البحرينية زينب العسكري كما أعد وقدم برنامج هذا الكويت وسهرات منوعة إلى ذلك مد نشاطه إلى الإذاعة الكويتية ومحطة الإف إم فقدم من خلالها برامج مثل نجوم على الطريق و البشتخته و الدروازة و ليالي الديرة و عتيج الصوف و ضيوف الرحمة وغيرها إبان فترة الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت انتقل الويس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مصطحبا عائلته المكونة من زوجته وأبنائه ومن هناك قدم البرنامج الإذاعي اليومي رسالتي لكن العمل الجبار الذي قام به جاء بعد التحرير حينما جال على محطات وقنوات أبوظبي ودبي والدوحة ومسقط وغيرها لجمع وجلب الأشرطة الغنائية والموسيقية والمسرحية والبرامجية التي فقدتها مكتبة تلفزيون الكويت بسبب الغزو العراقي فتمكن من جلب نحو خمسة آلاف شريط وقد كافأته الحكومة على هذا المجهود في حينه بتعيينه مديرا للقناة الثالثة الرياضية رصد عن الويس قوله في ما يتعلق بفن المونولوج لا يطلب منك أن تلبس لباس مهرج وتظهر أمام الناس أو أن تشوه نفسك وتلبس لباس امرأة لكي تعمل مونولوجا أما عن مخرج المنوعات فقال إن عليه أن يدرس الموسيقى وإن لم يدرس يجب أن تكون عنده خلفية موسيقية وإن لم تكن يجب أن يكون متذوقا فنيا للموسيقى وأخيرا لا بد من الإشارة إلى أن الويس تم تكريمه عدة مرات من جهات مختلفة محلية وخليجية وعربية منها تكريمه سنة 2009 في مهرجان القاهرة الدولي للتلفزيون والإذاعة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح