بالاتكاء على يوميات الفنان المسرحي الفلسطيني حسام أبو عيشة ابن حارة السعدية في البلدة القديمة لمدينة القدس أنتجت جمعية الكمنجاتي للموسيقى في رام الله أغنية جديدة حملت عنوان محلاها القدس كتب كلماتها الشاعر بشار الحارثي ولحنها إياد ستيتي ووزعها جون حنضل وغنتها جوقة أطفال صوت الملائكة في بيت لحم بإشراف المدربة نيللي فضول وأطفال مركز السرايا لخدمة المجتمع في القدس حيث صورت أنتج هذا العمل ضمن برنامج تعزيز الصمود الاجتماعي الاقتصادي في القدس بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وبرنامج مساعدة الشعب الفلسطيني بتمويل حكومة النرويج وبالشراكة مع مركز السرايا لخدمة المجتمع في القدس يشير إياد ستيتي ملحن الأغنية والمدير العام لمؤسسة الكمنجاتي إلى أنها جاءت كرسالة محبة للقدس ولتعكس جماليتها موضحا أن لكل فلسطيني حكايته الشخصية الخاصة مع القدس يلفت ستيتي إلى أن الفنان حسام أبو عيشة كان من استقبله حين زار القدس للمرة الأولى عام 2021 برفقة الفنان المقدسي أحمد أبو سلعوم وحينها تولى أبو عيشة بأدواره ذات الطابع الكوميدي مهمة تعريفي بالقدس وكانت جولة لا تنسى ومع الوقت بدأت زياراتي تتكرر إلى القدس كل أحد وخميس وبت أعرف كثيرا من تفاصيل المدينة التي تحمل في طياتها الحلاوة والمرارة والسعادة والحزن وكل التناقضات ومن هنا والحديث لستيتي فإن الأغنية جاءت في هذا السياق عبر الكلمات واللحن والتوزيع والغناء عملنا كفريق يريد أن يعبر عن هذا المزيج الذي هو أشبه بتلك الروائح المتداخلة في أزقة البلدة القديمة في المدينة بعيدا عن النمط التقليدي الحماسي الذي يحاول كثيرون حصرنا في قالبه مع أننا بحاجة لمسحة من الأمل وأخرى من الألم من دون تكلف بما يعكس شعبا لا يزال يعاني منذ ما قبل نكبة عام 1948 مرورا بنكسة عام 1967 ومن ثم حرب بيروت فالانتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى وصولا إلى الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد فلسطينيي قطاع غزة يرى ستيتي أن مساعي الاحتلال في أن يزرع اليأس في دواخلنا لا يمكن مقاومتها إلا بالفن فنحن نحارب بانتمائنا لأرضنا بما فيها القدس وبحبنا للحياة وتعلقنا بها وتوقنا للجمال فالموسيقى وسيلة تعبير بالنسبة لي وللكثير من الفنانين الفلسطينيين وليس وسيلة ترفيه يشير ستيتي إلى أنه كان قد سمع هذه اليوميات أكثر من مرة حين سردها أبو عيشة فبادر إلى التواصل معه لإنتاج أغنية محلاها القدس وهي العبارة التي يختم بها قصته الجميلة وذلك في إطار مشروع يهدف إلى إنعاش البلدة القديمة في القدس موضحا أنه كان من المقرر إطلاق الأغنية في رمضان الماضي لكن ولأسباب تتعلق بالإبادة تأجلت يرى ستيتي أن واجب الفنان خاصة في فلسطين تسليط الضوء على ما يمكن أن يبث مشاعر الفخر ويزيد من الإحساس بجمال الأرض من دون الانتقاص من أهمية توثيق ما يحدث على أرض فلسطين وخاصة في زمن الإبادة المتواصلة منذ ثمانية أشهر ضد قطاع غزة لقناعته بأن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية بمكانتها الوطنية كعاصمة لدولة فلسطين وارتباطها الروحاني بالشعب الفلسطيني شكلت الأغنية لفريق العمل بوابة لدخول القدس التي يحظر على غير سكانها من الفلسطينيين دخولها إذ بات الأمر صعب المنال منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي