محلات الكاسيتات في دمشق تبيع البسكويت
التهم يوتيوب ملايين الأغاني ومقاطع الموسيقى، وحوّلها من أسطوانات وكاسيتات إلى محتوى سمعي بصري إلكتروني، سهّلَ الاستماع إليها وتخزينها، لكنه حرَمَ أصحابَ محال أشرطة الكاسيت من الاستمرار في مهنتهم التي باتت بحكم الزوال. هذه حال استديوهات عريقة اندثرت وتحولت إلى مطاعم أو محلات ألبسة أو لبيع البسكويت والسكاكر، مثل: تسجيلات شام دان، أول استديو عمِلَ على تحويل الأسطوانات إلى أشرطة ممغنطة وسيديهات ليزرية، ومحل الحواصلي الذي امتلك أندر مصنّفات الموسيقى الكلاسيكية وكان مرجعاً لطلاب المعهد العالي للموسيقى في دمشق، وصديقاً للموسيقي الراحل فاهيه تمزجيان، مقدّم برنامج لغة العالم، ومحل الموصللي الشهير في ساحة المحافظة مَن كان متخصصاً بأحدث الإصدارات الغنائية في الثمانينيات والتسعينيات، واستديو صوت دمشق في باب توما لصاحبه فاروق أوضة باشي. كذلك هي الحال مع صوت آسيا (من 1984 إلى 2021) لصاحبه عثمان الحناوي، شقيق المطربة ميادة الحناوي.
تحدث عثمان الحناوي إلى العربي الجديد عن كيفية اضطراره بيع الاستديو، وحوّله المالك الجديد إلى محل لصياغة الذهب، بعد أن كان يضم 60 تسجيلاً نادراً للملحّن بليغ حمدي، ومئاتٍ من تسجيلات السهرات الخاصة بعبد الوهاب والسنباطي وعبد الحليم ووردة الجزائرية والشحرورة صباح ووديع الصافي وشقيقتيه ميادة وفاتن الحناوي. يقول عثمان الحناوي إن التقنيات الحديثة، مثل البلوتوث في السيارات، والميموري كارد وقوائم التخزين الإلكترونية الضخمة، قضت على شكل الاستماع التقليدي عند الناس، وجعلت مهنتنا في بئر النسيان.
أما الباحث والموثِّق محمد المصري (أبو فريد)، صاحب تسجيلات بلبل الشرق، آخرُ محل كاسيت في العاصمة، يروي لـالعربي الجديد قصته: أنا من مواليد دمشق 1946، أملك أكبر أرشيف موسيقي وسينمائي في سورية، سميته المكتبة الذهبية، ويضمّ حوالي 15 ألف كاسيت، وأسطوانات أصلية من شركات تسجيل أغاني العمالقة، مثل بيضافون وسعادفون وغرامافون وشركة الشرق اللبنانية (أكثر من نصف مليون تسجيل موثّق) مع الأفيشات الأصلية الأولى للأفلام القديمة؛ وصور الفنانين مع أرشيف هو الأكثر دقة في تاريخ توثيق الأفلام وحفلات عمالقة الطرب المصري من الزمن الجميل، مثل أم كلثوم والسنباطي وعبد الوهاب وأسمهان ونجاة الصغيرة
ارسال الخبر الى: