محاولة جديدة لحل أزمة محافظ كركوك العراقية هل ينجح حراك السوداني
٣٤ مشاهدة
تترقب الأوساط السياسية في العراق هذا الأسبوع جولة مفاوضات جديدة لحسم أزمة محافظ كركوك المحلية شمالي البلاد إذ ما زالت المحافظة المتنوعة قوميا ودينيا منذ سبعة أشهر تشهد خلافات حادة بشأن منصب المحافظ الذي تتنافس عليه القوى السياسية العربية والكردية وشهد العراق في 18 ديسمبر كانون الأول الماضي أول انتخابات محلية منذ عام 2013 وجرى اختيار الحكومات المحلية لثلاث عشرة محافظة بينما تتواصل الأزمة السياسية في محافظاتي كركوك وديالى شمال وشرقي البلاد بسبب الخلافات بين القوى الفائزة بالانتخابات حول منصب المحافظ الذي يتيح له الدستور العراقي صلاحيات إدارية وأمنية واسعة ضمن نطاق المحافظة سيناريوهات لحل أزمة محافظ كركوك والأحد عبرت مصادر سياسية في محافظة كركوك في حديث لـالعربي الجديد عن أملها بأن ينظم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني جولة مفاوضات جديدة لقوى محافظة كركوك السياسية لبحث الأزمة والسعي للتوصل إلى اتفاق فيما قال عضو في مجلس المحافظة لـالعربي الجديد إن سيناريوهات عديدة مطروحة لحل الأزمة منها أن يكون المحافظ من المكون العربي لمدة عامين وعامين من المكون الكردي وسيناريو آخر يذهب إلى منح المنصب للقوى العربية مقابل مناصب مهمة أخرى للقوى الكردية معتبرا أن أي مؤشرات بشأن قرب الحسم غير متوفرة لكن محاولة السوداني الجديدة تندرج ضمن مساعي بغداد لحل قضية كركوك والاتجاه إلى حسم أزمة ديالى المماثلة وبشأن المخاوف من فشل الجولة الجديدة من الحوار قال إن الحكومة العراقية بصفتها سلطة أعلى يمكن أن تتخذ قرارا بتسمية محافظ كركوك لتسيير الأعمال من خارج القوى المتنافسة حاليا لكن هذا خيار أخير بطبيعة الحال وبسبب التقارب في عدد المقاعد التي حصل عليها المكونان العربي والكردي في مجلس المحافظة الجديد تفاقمت الأزمة إذ لا يمتلك أي منهما الأغلبية التي تؤهله للفوز بمنصب المحافظ فالقسمة الانتخابية بمجلس المحافظة الجديد يجعلهما أمام خريطة قومية تتضمن سبعة مقاعد للأكراد من الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني و6 للعرب واثنين للتركمان مقابل مقعد للمسيحيين حصلت عليه حركة بابليون المسيحية وينحاز المكون التركماني للأحزاب العربية في الأزمة الحالية لكن حتى مع التصويت فإن الأغلبية المريحة التي تنص على اختيار المحافظ غير متوفرة بسبب ذهاب المكون المسيحي باتجاه القوى الكردية والأربعاء الماضي ترأس السوداني اجتماعا ثالثا للقوى السياسية الممثلة لمكونات المحافظة ووفقا لبيان لمكتبه فإن الاجتماع شهد استعراض الجهود والمشاورات المبذولة لتشكيل الحكومة المحلية من أجل الحفاظ على التعايش السلمي والتآخي بين أطياف كركوك دون إقصاء أو تهميش وفي وقت سابق أقر عضو تحالف عزم العربي في كركوك عزام الحمداني بصعوبة التوصل إلى حل لأزمة تشكيل حكومة كركوك وقال في تصريح متلفز إن مكونات المحافظة متمسكة بمنصب المحافظ وهذا ما يعقد الأزمة مشيرا إلى وجود معادلتين في المحافظة معادلة الشارع ومعادلة القوى السياسية معادلة الشارع تمتلك صوتا أقوى من صوت القوى والأحزاب السياسية فالشارع العربي يريد حصول العرب على منصب المحافظ والشارع الكردي كذلك يريد إعادة المنصب للكرد كما أن الشارع التركماني يريد من جهته دورا بإدارة المحافظة وشدد على صعوبة التوصل إلى حل أمام هذه المعادلة على اعتبار أن أي تنازل من أي مكون سيتهم من قبل شارعه بالخيانة لذلك التجأت القوى إلى السوداني لتكون بمنأى عن تلك الاتهامات مشيرا إلى أنه لا يصلح الحل إلا من قبل بغداد ووفقا لعضو الجبهة التركمانية خضر الأغا فإن عقد مجلس المحافظة الجديد جلسة رسمية له متوقع بعد التوافق حول انتخاب محافظ جديد وهو ما لم يتم لغاية الآن معربا عن عدم تفاؤله في وجود أي تقدم أو إمكانية تقديم أي طرف من الأطراف تنازلات حقيقية لإنهاء الأزمة التي وصفها بأنها ذات بعد قومي وأفرزت الانتخابات الخاصة بمجلس محافظة كركوك مجلسا مكونا من 16 عضوا موزعين على ستة للعرب وسبعة للأكراد واثنين للتركمان ومقعد واحد للمكون المسيحي ويفرض القانون انتخاب المحافظ الجديد بأغلبية مريحة بواقع النصف زائدا واحدا وهو ما لا يمكن توفيره حاليا بخريطة توزيع مقاعد كركوك أي أن الفائز يجب أن يحصل على تسعة أصوات من أعضاء مجلس محافظة كركوك يذكر أن محافظة كركوك أجرت أول انتخابات عام 2005 وفي 18 يناير كانون الثاني 2023 شهدت إجراء انتخابات مجالس المحافظات ونال الكرد فيها سبعة مقاعد وانضمت إليهم كتلة بابليون التي فازت بمقعد الكوتا ليصبح مجموع المقاعد ثمانية وفي المقابل نال العرب ستة مقاعد فيما حصل التركمان على مقعدين وكان محافظ كركوك بالوكالة راكان سعيد الجبوري قد دعا في 30 يناير كانون الثاني الماضي الفائزين بعضوية مجلس المحافظة لعقد أول اجتماع للمجلس في الأول من فبراير شباط الماضي لاختيار رئيس مجلس المحافظة ونائبيه وانتخاب المحافظ ونائبيه إلا أن الخلافات حالت دون حسم انتخاب المحافظ