محاولة اغتيال ترامب من حق دول المنطقة القلق

٥٣ مشاهدة
رفعت محاولة اغتيال المرشح الرئاسي دونالد ترامب من حظوظه للعودة للبيت الأبيض ومع احتمال تلك العودة يعود القلق إلى بعض حكومات دول المنطقة التي تخشى من سياساته الغشومة وجشعه وهوسه بجمع المال وابرام الصفقات وحصد مليارات الدولارات سواء لصالح الاقتصاد الأميركي أو لصالح مشروعاته الخاصة ولذا فإن على تلك الدول الاستعداد من الآن فصاعدا لسيناريو فوز ترامب في الانتخابات الأميركية المقبلة بعد أن زادت فرصه في حصد السباق الرئاسي المقرر في نوفمبر تشرين الثاني المقبل حيث حصل في استطلاعات الرأي الأخيرة على نسبة 69 على خلفية محاولة اغتيال ترامب في بنسلفانيا بل إن وكالة بلومبيرغ الأميركية توقعت اليوم الأحد أن تزيد حادثة إطلاق النار عليه من شعبيته خلال الانتخابات المرتقبة صحيح أن من المبكر الجزم بفوز ترامب خاصة أنه لا يزال يتبقى على موعد الانتخابات نحو 4 أشهر لكن لو سارت الأمور على ما هي عليه من ارتباك شديد داخل معسكر الرئيس جو بايدن الذي حصل في استطلاعات الرأي وأسواق التنبؤ الأخيرة على 31 من نيات التصويت فإن نسب حظوظ ترامب تظل قوية وربما تكون محاولة اغتياله قد مهدت طريقه للعودة إلى البيت الأبيض بعد أن غادره في العام 2021 ترامب يهمه سحب المزيد من المليارات إلى اقتصاد بلاده وتوفير مزيد من فرص العمل والرفاهية للمواطن الأميركي على حساب كل دول العالم ولذا على دول المنطقة الاستعداد لتلك الخطوة المتوقعة ووضع سيناريوهات عدة للتعامل مع السياسات والمواقف التي يمكن أن يتبناها ترامب في دورته المقبلة قياسا على تلك المطبقة في فترته الأولى ومنها مطالبة بعض دول الخليج بدفع الأموال مقابل توفير الحماية والعودة إلى سياسة ابتزاز تلك الدول ماليا والضغط عليها للحصول على صفقات بعشرات المليارات من الدولارات كما جرى في العام 2017 إذ أبرم اتفاقيات وصفقات تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار مع الرياض صحيح أنه في فترته السابقة التي امتدت من 2017 2021 استغل أجواء الخلافات الخليجية الحادة وأزمة حصار دولة قطر من 4 دول عربية لكن ومن منطلق أن الرجل سمسار لن يعدم حيلة في إيجاد مبررات جديدة لحصد مليارات أخرى دون وجه حق أو مبررات اقتصادية وخلال فترته الأولى سعى ترامب لإنشاء تكتل خليجي في وجه إيران المارقة من وجهة نظره وتطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية مع دولة الاحتلال بشكل غير مسبوق والاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وسيواصل الضغط تجاه إعطاء دفعة قوية في ملف التطبيع في ولايته الجديدة رغم كل ما جرى من حرب إبادة جماعية في غزة على مدى شهور طويلة من طرف جيش الاحتلال وبالطبع سيدعم إجرام إسرائيل ضد أهالي فلسطين في حال استمرار الحرب حتى موعد تسلمه السلطة ترامب وسياسة الدولار القوي ترامب الذي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة يؤمن أيضا بفكرة الدولار القوي ولذا سيضغط بكل قوته على أي دولة أو قوى اقتصادية تسعى إلى فك ارتباط عملاتها المحلية بالدولار أو التخلي عن آلية البترودولار في تسعير النفط والغاز بل سيواجه أي تجمع يراه يشكل أي تهديد ولو كان بسيطا للعملة الأميركية مثل تجمع البريكس أو تجمع دول جنوب شرق آسيا آسيان أو دخول الصين في تحالف مع روسيا واقتصادات مهمة في أميركا اللاتينية أو الهند مع روسيا ترامب يرى أيضا أن جزءا من التضخم داخل الولايات المتحدة سببه زيادة سعر النفط ومشتقات الوقود في الأسواق العالمية ولذا سيضغط بكل قوته على الدول الخليجية المنتجة للنفط لخفض سعر الخام الأسود مع الدخول في معارك متواصلة ضد روسيا وفرض مزيد من العقوبات بحق قطاع النفط والغاز الروسي وتهديد تجمع أوبك الذي يجري من خلاله التنسيق بين الدول المنتجة للنفط وموسكو وتم من خلاله ضبط أسعار النفط في السنوات الأخيرة والحيلولة دون انزلاقها في فترات الركود وضعف الطلب وزيادة المعروض ترامب سيضغط بكل قوته على دول الخليج المنتجة للنفط لخفض سعر الخام الأسود مع الدخول في معارك متواصلة ضد روسيا وفرض مزيد من العقوبات بحق قطاع النفط والغاز الروسي كما أن ترامب سيعيد فتح حروبه التجارية الشرسة ضد الصين ولذا سيضغط على دول الخليج أيضا لتقليص علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع بكين وروسيا وقد يهدد مجددا بمصادرة الأموال العربية في البنوك الأميركية كما هدد في العام 2018 ترامب تاجر لا خطوط حمراء لديه لحصد الصفقات لا يهتم كثيرا بقضايا الحريات وحقوق الإنسان عكس جو بايدن وفريقه وحزبه ويركز في الأساس على قضايا التجارة والبزنس والاستثمار ويعلي المصلحة الاقتصادية والمالية فوق كل اعتبار وهي نقطة في مصلحة بعض الأنظمة المستبدة في المنطقة والتي قد ترى أن عودته إلى سدة الحكم تصب في مصلحة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج لأنه يلجم إيران والثورات الشعبية عودة ترامب المحتملة إلى سدة الحكم ستدخل تعديلات جوهرية على السياسية الخارجية الأميركية وقد تقلبها رأسا على عقب من جديد ولذا على جميع حكومات دول المنطقة إعادة ترتيب أوراقهم من الآن وعدم الانتظار حتى نهاية العام الجاري خاصة أنه قد تكون لدى ترامب خطط لسحب المزيد من المليارات من الخزائن الخليجية وإعادة الحديث عن صفقة القرن صحيح أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت تغيرات عدة في المنطقة خصوصا في دول الخليج من ناحية التعاطي مع قضايا دولية رافقتها خلافات مع واشنطن في قضايا سياسية واقتصادية وإقامة علاقات مع لاعبين عالميين جدد مثل الصين والهند وروسيا وتجمع البريكس وفتح صفحة جديدة مع إيران المجاورة لكن ترامب سيظل كما هو تاجر يهمه سحب المزيد من المليارات إلى اقتصاد بلاده وتوفير مزيد من فرص العمل والرفاهية للمواطن الأميركي على حساب كل دول العالم حتى لو أدى ذلك إلى نشر الفقر والجوع وربما الفوضى في باقي دول العالم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح