محاولات تتجنب مراكمة الضجر أفلام بحكايات متشابهة
أدّى تكرار وتشابه موضوعات الأفلام المنجزة في الفترة الماضية، خاصة تلك الكبيرة، أو التي لمخرجين مخضرمين، إلى دقّ ناقوس خطر النضوب الإبداعي، الذي سيفضي قطعاً إلى الملل من تدوير المطروق واستهلاكه، فإضعاف الصناعة.
منذ فجر الفنون، بأنواعها، هناك جزم بأن الأفكار ـ الموضوعات ملقاة على قارعة الطريق، وفقاً للمقولة المنسوبة إلى الجاحظ؛ وبأن كلّ شيء قيل سلفاً، ومعالجة الدراما لن تحيد عن المتعارف عليه منذ أرسطو، والفن إجمالاً قوامه توظيف أدواته ولغته بطريقة مبدعة وخلّاقة وفريدة وصادقة، لنَقْل وتناول ما سبق قوله وتناوله، لكن في قوالب إبداعية توحي بالجدّة على الأقل.
بعيداً عن رفض ما سبق أو قبوله، كلّياً أو جزئياً، نكون أحياناً كثيرة بصدد أفلام تجتهد فعلاً في تقديم الجديد، أو تجنّب المطروق، بصرف النظر عن مدى التوفيق من عدمه في توظيف أدوات السينما ولغتها. فالغرض يتمثّل في الخروج بعمل ينأى عن التكرار والانتحال وتدوير الأفكار ومراكمة الضجر. فلا يعقل أنّه، في عصر يموج بتطوّرات متلاحقة، وتحديات مترتبة عليها، لا جديد يرصد ويناقش، وإن تناول المعضلات والمشاكل الوجودية، والأزمات الإنسانية الأزلية نفسها.
يُلاحظ هذا أخيراً في روائيين طويلين: نينو (Nino) للفرنسية بولين لوكَسْ (Pauline Loques)، وسولوماما (أم عزباء، Solomamma) للنرويجية يانيكه أسكيفولد (Janicke Askevold). رغم أن تقنيات بنوك الأجنة والتلقيح والحمل المجهري، وغيرها من تطوّرات هذا الحقل، باتت قديمة نسبياً الآن، ليست من الموضوعات المتناولة كثيراً. عدم انتشارها في بلدان عدّة، لصعوبات ومشاكل أخلاقية واجتماعية ودينية، أو لكلفتها الاقتصادية، لا يحجب وجودها، وأنها من مفردات العصر، وأن هناك عقبات وتبعات مترتبة عنها يتعيّن رصدها.
الجديد في نينو ليس أن الشاب نينو (تيودور بيلوران)، الذي يسابق الزمن بعد اكتشافه إصابته بالسرطان، وقبل إجراء عملية متطلّبة في أيام، يحاول إنهاء مهمة بيولوجية تقوده في رحلة عبر باريس، وتدفعه إلى إعادة التواصل مع العالم، ومع نفسه، بل في كون الرحلة تضعنا في مواجهة رغبة واختيار يندر تناولهما. فالنساء هنّ الحريصات أكثر على الحمل والأطفال والنسل. لكن، هذه المرة، هناك شاب تُشغله صعوبة
ارسال الخبر الى: