محافظ نينوى لـ العربي الجديد سقوط الموصل بدأ قبل 10 يونيو 2014
١١٣ مشاهدة
في الذكرى العاشرة لسقوط مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية شمالي البلاد بيد تنظيم داعش في مثل هذا اليوم في العام 2014 يتحدث محافظة نينوى عبد القادر الدخيل لـالعربي الجديد عن جوانب عديدة قبل وبعد سقوط المدينة وواقعها الحالي ويقدم الدخيل رواية حول ملابسات سقوط الموصل مؤكدا أن صفحة داعش طويت مرت 10 سنوات على سقوط الموصل والنكبة التي لحقت بعموم نينوى كيف تصفون ما حدث ــ بعد سنة 2003 كانت البوصلة السياسية لنينوى غائبة ولم تظهر أي جهة من أبناء نينوى والموصل لتقود المشهد السياسي في ذلك الوقت ما أدى إلى بروز جماعات متطرفة وأبرزها تنظيم القاعدة الذي تنامى حتى أصبح يسيطر على معظم مفاصل الحياة في نينوى والتنظيم كان يدير دوائر الدولة في ظل وجود الأجهزة الأمنية والحكومة العراقية كما سيطر التنظيم على مقدرات الموصل ونينوى عموما المالية والاقتصادية فالمزايدات والمشاريع والأعمال التجارية كانت تخضع للتنظيم الذي يجبر المواطنين على دفع الإتاوات ابتداء من صاحب المعمل والصيدلية ومحطة الوقود وغيرها فكانت الجباية التي يحصلها أعلى وأكبر من الجباية التي تحققها الدولة وهنا أكرر مرة أخرى أن عدم وجود أي جهة سياسية في نينوى تقود المشهد والبوصلة في المحافظة وعدم توجه أبناء المحافظة في عمل سياسي منظم يحل محل النظام السابق بعد 2003 أديا في المحصلة النهائية إلى سقوط الموصل بيد داعش وإعلان الخلافة المزعومة في 10 يونيو حزيران 2014 لكن الرواية الحكومية تتحدث عن سيطرة داعش على الموصل بشكل مفاجئ ــ تنظيم داعش وقبله القاعدة كان يسيطر على الوضع في نينوى إلى حد كبير حتى إن الكثير من الموازنات المالية في سنوات ما قبل 2014 عادت إلى بغداد إما لأن التنظيم كان يفرض إتاوات كبيرة على المشاريع أو بسبب أنه كان يرفض تنفيذ تلك المشاريع ولا يخفى على الجميع أن مرحلة ما قبل العاشر من يونيو 2014 كانت تشهد تقاطعا كبيرا وخلافات مستمرة بين الحكومة المحلية آنذاك والقوات الأمنية هذا التقاطع انعكس على واقع حال المدينة وأصبح المواطن ضحية لهذه التصرفات أنا أقول إن سقوط الموصل لم يكن في 10 يونيو 2014 ولكن قبل هذا التاريخ بكثير وعندما دخل داعش الدخول الأخير إلى المدينة فقد دخل بـ300 مقاتل بحسب المعلومات الأمنية بينما كان قوام القوات العراقية يزيد عن 65 ألف منتسب في الجيش والشرطة فكيف لـ300 شخص أن يهزموا تلك الجحافل العسكرية الكبيرة هناك مخاوف من عودة تنظيم داعش أو تصاعد الخروق الأمنية كما يحصل في صلاح الدين وكركوك وديالى مثلا الدخيل ندعم قيادة شرطة نينوى لتكون مهيأة لاستلام الملف الأمني ــ الوضع في الموصل اليوم تحت السيطرة الكاملة للقوات العراقية ولا توجد أي مخاوف من عودة داعش أو الانهيار الأمني كما كان في السابق بعض عناصر داعش الموجودين في المناطق التي تربط بين نينوى والأنبار وصلاح الدين أو نينوى وكركوك وصلاح الدين يحاول تنفيذ عمليات إرهابية محدودة لكن الوضع في نينوى مطمئن بفضل التعاون الكبير بين القوات العراقية والمواطنين الذين أصبحوا يمتلكون حسا أمنيا يدفعهم للتبليغ عن أي أنشطة مشبوهة أو إرهابية فضلا عن التنسيق بين القوات الأمنية بمختلف الصنوف من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والاستخبارات والأمن الوطني والمخابرات وغيرها حقبة داعش في العراق والموصل طويت بلا رجعة طالبتم في وقت سابق بتسليم الشرطة المحلية ملف الأمن إلى أين وصلتم بهذا الملف ــ ندعم قيادة شرطة نينوى لتكون مهيئة لاستلام الملف الأمني هناك انتشار كبير لقوات الشرطة المحلية ومراكز الشرطة في مدن وأقضية المحافظة ونسعى بالتنسيق مع السلطات الأمنية في بغداد لأن يكون ملف الأمن بيد الشرطة المحلية التي يتكون قوامها من أبناء نينوى ونرى أن تلك القوات المحلية أثبتت قدرتها على إدارة الأمن بدعم من القطعات العسكرية في الجيش العراقي ماذا عن مقار الفصائل المسلحة المنتشرة داخل الموصل متى يتم إخراجها من المدينة ــ قدمنا طلبات إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ووعد رئيس الوزراء بحل الموضوع واتخاذ الإجراءات المناسبة لنقل تلك المقار إلى خارج المدن كما أبدى الفياض الموافقة المبدئية على نقل مقار الحشد إلى خارج الموصل وبدورنا في نينوى سنقوم ببناء كل المقار للقوات الأمنية من أجل تسهيل إجراءات نقلها من داخل مدينة الموصل كيف تنظرون للوضع في سنجار وهل القضاء حاليا خارج عن سيطرة الدولة العراقية ويخضع لنفوذ وسيطرة حزب العمال الكردستاني ــ الحكومة العراقية صنفت حزب العمال الكردستاني حزبا محظورا وبالتالي يمنع التعامل معه وهو بكل تأكيد يشكل عامل قلق وخوف في نينوى والعراق ولكن الحكومة ببغداد برئاسة محمد شياع السوداني جادة في حل مشكلة سنجار من خلال تشكيل إدارة محلية وتعزيز وجود القوات الأمنية وإعادة النازحين بشكل كبير ودعم ذلك من خلال صرف التعويضات وتمليك الدور للمواطنين الإيزيديين أما عن سؤالك من يسيطر فهناك سيطرة للقوات العراقية على قضاء سنجار ولكن لا ننكر وجود حزب العمال الكردستاني وسيطرته على بعض المناطق في القضاء وخاصة جبل سنجار والمناطق المحيطة به كالخنادق والأوكار القريبة منه سبع سنوات على انتهاء الحرب إلى أين وصلت عملية الإعمار في الموصل بعد الخراب ــ محافظة نينوى عموما والموصل على وجه التحديد في مرحلة إعادة الإعمار والتأهيل ولا سيما المنطقة القديمة التي كان مشهد الدمار فيها مخيفا للغاية حيث دمرت الحرب نحو 35 ألف وحدة سكنية هناك إلى جانب مؤسسات الدولة والبنى التحتية والأسواق التجارية وغيرها ثم بدأت عملية الإعمار التي أخذت مؤخرا بالتركيز على المشاريع المهمة والاستراتيجية كمشاريع مطار الموصل وتوسعة المدينة والواجهة النهرية والمدينة الرياضية والأسواق التراثية وسوق الصاغة وشارع النجيفي وضفاف الأنهر وغيرها نحن حاليا لا نرضى فقط بالمشاريع التكميلية كالشوارع ومد شبكات المياه إذ إن الموصل لها مقومات كبيرة للنجاح ومنها أنها تمتلك أكثر من سبعة ملايين دونم صالحة للزراعة وأكثر من 250 معملا ومصنعا فضلا عن كونها مدينة تراثية وسياحية ولذلك أدخلت المشاريع المهمة حسب متطلبات المدينة وأهلها وأصبحت المشاريع على السكة الحقيقية للإعمار لا سيما أن الحكومة المحلية أطلقت شعار نينوى في 2026 ستكون بحلة جديدة ما هي أبرز هذه المشاريع في الوقت الحالي ــ أبرز المشاريع التي تعمل عليها الحكومة المحلية اليوم هي مطار الموصل الدولي الذي تسير الأعمال فيه بشكل متسارع ومن المؤمل إنجازه نهاية العام الحالي ومن المشاريع المهمة أيضا مشروع توسعة الموصل الذي يتضمن توسيع المدينة من جميع الاتجاهات عبر إضافة 160 ألف دونم لاستغلالها في أغراض السكن والمشاريع التجارية والصناعية والسياحية وغيرها وأحيل المشروع لشركة إيطالية متخصصة لوضع التصاميم الخاصة بالتوسعة وجرى تجاوز بعض الخلافات التي أثيرت مؤخرا بسبب اعتراض جهات من المكون الشبكي على التوسعة نحو جهة سهل نينوى ولكن المشكلة حلت السبب في رفض بعض الجهات من المكون الشبكي للمشروع يرجع لتخوفهم من أن تكون التوسعة على حساب أراضيهم ومناطقهم لكني أبعث رسالة اطمئنان لهم بأن التوسعة لن تكون على حساب مناطق الشبك أو أي مكون آخر ولن تستهدف التغيير الديمغرافي لتلك المناطق كما يتخوف البعض والقطاع الأهم الذي تسعى الحكومة المحلية لدعم مشاريعه هو قطاع الصحة فالمحافظة تسعى لإكمال إعمار كافة المستشفيات المدمرة وبناء المستشفيات الجديدة خلال العام 2026 ورفع الطاقة الاستيعابية لها إلى ستة آلاف سرير بالإضافة إلى مشاريع تطوير وإعمار الواجهة النهرية لدجلة في الموصل القديمة وأسواقها وجعلها قبلة للزوار وكذلك مشروع المدينة الرياضية في أيمن الموصل الذي سيطلق قريبا إلى جانب مشروع المدينة السياحية في سد الموصل والتخطيط لاستئناف العمل في مشروع ري الجزيرة الذي يضمن إرواء الأراضي الزراعية في نينوى وبقاءها سلة حقيقية للخبز في العراق ماذا عن مشاريع النفط في نينوى ــ هناك العديد من الحقول النفطية وأبرزها نجمة والقيارة ومواقع نفطية أخرى في بادوش وسهل نينوى وعداية وجنوب سنجار والمحلبية نسعى لتحويل نينوى إلى محافظة نفطية بحسب تعليمات وزارة النفط التي تعد أي محافظة نفطية في حال وصول الإنتاج النفطي فيها إلى أكثر من 100 ألف برميل يوميا نحاول اليوم تفعيل الاستثمار النفطي لإنتاج أكثر من 100 ألف برميل يوميا طريق التنمية بين العراق وتركيا عبر محافظة نينوى ماذا عنه الدخيل محافظة نينوى عموما والموصل تحديدا في مرحلة إعادة الإعمار والتأهيل ــ طريق التنمية يمثل مشروعا استراتيجيا للعراق وللشرق الأوسط ولدول عديدة ويمر الطريق مسافة 500 كيلومتر داخل المحافظة وتشرف وزارة النقل حاليا على تصاميم المشروع ومسار الطريق وإذا مر في شرق الموصل أو غربها فإن المحافظة ستستفيد للغاية من المشروع وهناك مفاوضات بين الحكومة العراقية والجانب التركي بالتنسيق مع إقليم كردستان في ما يخص تحديد نقطة دخول طريق التنمية من العراق إلى تركيا طريق التنمية سيساهم في الحد من نسب البطالة المتصاعدة في السنوات الأخيرة وفي الحقيقة لا توجد بيانات دقيقة عن أعداد العاطلين ونسب البطالة بسبب عدم وجود التعداد العام للسكان ونأمل من التعداد العام الذي يجرى حاليا جمع بيانات دقيقة عن الأوضاع التي تخص العراقيين في مختلف النواحي لا سيما أن الإحصاء يشمل البشر والحجر ولكن البيانات الأولية تشير إلى أن نسبة البطالة كبيرة في نينوى وتتجاوز 35 وهذا الارتفاع له تداعيات خطيرة على واقع التنمية والأوضاع الاجتماعية ومردود سلبي في موضوع المخدرات والجرائم لذلك نعمل جاهدين على إقامة المشاريع الاستثمارية الكبيرة لتشغيل اليد العاملة في نينوى هذا في ما يتعلق بجهود الحكومة ماذا عن قطاع الاستثمار ــ لغاية اليوم لا يوجد في نينوى استثمار حقيقي للأسف وما يوجد هو بعض الرخص والإجازات الاستثمارية وهذه الرخص ليست بمستوى الطموح في نينوى هناك حاجة كبيرة للاستثمار وهناك مقومات للنجاح لكن للأسف لا يزال الاستثمار معطلا ويرجع ذلك إلى أسباب سياسية إدارة نينوى ستقوم قريبا بحسم موضوع تشكيل مجلس إدارة جديد للاستثمار للعمل بشكل حقيقي على الاستثمار بعيدا عن الروتين والبيروقراطية وفي نينوى اليوم خمس شركات من جنسيات مختلفة تعمل في الموصل وهناك طلبات من شركات أميركية وأجنبية للعمل في الموصل ونحن بصفتنا حكومة محلية أبوابنا مفتوحة لكل الشركات العالمية التي نعتقد أن حضورها سيدفع نحو المزيد من المشاريع التنموية كيف تنظر نينوى لتعامل الحكومة مع ملف النازحين لا تزال هناك تحديات تواجه نينوى في مقدمتها وجود مخيم الهول في الأراضي السورية القريبة بقاء مخيم الهول يشكل هاجسا يقلق نينوى وعموم العراق ولذلك هناك برامج تقودها الحكومة العراقية بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية من أجل إعادة نازحي الهول إلى مخيم الجدعة في الموصل ومن ثم إعادة تأهيلهم في الجدعة الواقعة في ناحية القيارة ومن بعدها زجهم في المجتمع أما عن ملف النزوح فإن نينوى تسعى لإنهائه وعودة جميع النازحين إلى مناطقهم التي تركوها قبل سنوات ونسعى من خلال دعم الحكومة المركزية لإطلاق التعويضات ومنح العودة لتسهيل عودة النازحين إلى جميع مناطق نينوى حيث إن أغلب النازحين اليوم هم من قضاء سنجار وقريبا ستعمل بغداد على معالجة المشاكل المتعلقة بالقضاء ومن بينها ملف النازحين سيرة ذاتيةعبد القادر أحمد حسن الدخيل من مواليد العام 1967 ويملك شهادة بكالوريوس في الهندسة المدنية وعمل مديرا للبلديات في نينوى ثم رئيسا للجنة إعمار الموصل وتولى الدخيل منصب المحافظ في نوفمبر تشرين الثاني 2023 ثم جدد انتخابه عام 2024 من قبل مجلس المحافظة ينتمي الدخيل لقبيلة الجحيش العربية وينحدر أصله من قضاء سنجار غربي نينوى