محادثة ليلية لـ ساشا ناسبيني لعبة الذكريات الخطيرة

٦٨ مشاهدة
يمكن لشخصيات الكاتب الإيطالي ساشا ناسبيني 1976 في روايته محادثة ليلية أن تكتسب تعريفات عدة أقرب تلك التعريفات أنهم عجائز وهم عجائز خائبون وما جعلهم خائبين اقتراب الموت وفوات الحياة بالصورة التي أرادوا لها أن تمضي بها مع أحبتهم باختصار إنها رواية عن الندم ندم يتكشف وينهار في ليلة واحدة نقضيها مع الشخصيات عبر الهاتف الرواية الصادرة حديثا عن دار الكرمة بترجمة أماني فوزي حبشي عن الإيطالية هي من تلك الروايات التي يصنعها حدث الموت الذي غالبا ما يفجر السرد باحتمالات كانت مخبأة عنوة بسبب حقائق الحياة إلا أن الموت ذلك الحدث الخارج عن كل سلطة هو آخر الحقائق التي تقدمها الحياة وهو الحقيقة التي تدفع بالزوجة إلى الإقرار بأنها أمضت سني عمرها في زواج استطاعت خلال أيام من موت الزوج أن تستبدل به دجاجة تجلس إلى جانبها على الأريكة وتستخدمها كي تقص عليها حكايتها مع سكون الدجاجة وتصلب جسدها لأمر لا نعرفه تتصل الزوجة بالطبيب البيطري في العاشرة مساء وتطلب منه إنقاذ الدجاجة ثم تتوالى الحقائق ونكتشف أن الطبيب مدمن كحول وهو جار الزوجة وهو صديق الزوج المتوفى وقبل ذلك بنحو ثلاثين عاما هو عشيق الزوجة ووالد ابنتها مفاجآت تحدث وتتوالى بصورة يصير معها عبور الليل عبورا خانقا وبصورة يعود فيها للرجل الثمل صوابه وبصورة تصحو معها الدجاجة وتبيض وتمضي الزوجة كي تعد لنفسها البيض المقلي وهذه التفاصيل الصغيرة التي تنتهي معها مكالمة يحتاج المرء مضي عمره كاملا حتى يجريها أكثر ما تظهر أن الأحداث الكبرى التي ترسم حياة الشخصيات والناس بصورة عامة إنما تحايد وتجري وأحيانا تصنعها أحداث صغيرة تكاد لا تذكر إلا أنها بمرور الوقت تصبح الحدث الأساسي أحداث صغيرة تكاد لا تذكر تصبح بمرور الوقت الحدث الأساسي ومن تلك التفاصيل التي تكاد لا تذكر إلا أنها تعود لتشمل أحداثا أكبر التلبك المعوي الذي أصاب زوجة الطبيب البيطري ومنعته عن الالتحاق بعشيقته على الطريق كي يهربا من حياتهما الزوجية الزوجة التي نحزن لموت زوجها في بداية الرواية نحزن لحالها وهي تنتظر عشيقها الطبيب البيطري على الطريق كي يأتي ويأخذها إلى حياة أرادتها إلى درجة أنها عندما خرجت من المنزل في تلك السنوات البعيدة خرجت وهي تدرك أنها لن تعود إليه مرة ثانية إلا أن العودة أعقبت الخروج بساعات وتلك العودة دفعتها إلى أن تعتبر حياتها قد انتهت إذ عاشت باقي عمرها تعتبر نفسها ميتة كأنما الموت الحقيقي للزوج هو ما بعث الحياة فيها ودفعها إلى الاتصال بالعشيق الغابر ومواجهته وإخباره أنه وغد لأنه لم يأت لأنه تركها إذا تعاملت الزوجة مع حياتها على أنها عقاب والشعور بالحداد على نفسها لم يفارقها لكن في مستوى من النص ندرك أن حدادها لم يكن على نفسها بقدر ما كان على حب ترك على قارعة الطريق وفي الرواية تبدو هذه الأحداث الكبيرة التي رسمت حياة كاملة هامشا فالنص غني ليس بالأسى وحده أو العذوبة والرهافة إنما هو مليء بلحظات قاسية وعنيفة ومضطربة لا تملك أي من الشخصيات تفسيرا لها عند حدوثها لأن الصورة لا تكتمل إلا بانعقاد تلك المحادثة إلا بانقضاء الأعمار جميعها رواية الكاتب الإيطالي الذي نقرأه بالعربية للمرة الأولى تظهر بصورة لا مراء فيها الشقاء الذي تمضي عليه حياة أشخاص مغبونين بالعاطفة حتى لكأن أكثر أشكال الحب التي يحفل بها النص هو حب المتوفى لزوجته إذ نعرف في مكان من الرواية أنه كان يعرف بخيانتها له وأنه يربي ابنة ليست من صلبه وأنه يحتمل زوجة استطاعت بعد موته بأسبوع استبداله بدجاجة فكرة تراجيدية مع أنها يمكن أن تكون فكرة ساخرة في الوقت نفسه إذا الشخصيات ليست أكثر من شهود على بعضها شهود على عبورها الحياة بالصورة الأليمة التي عاشتها وربما يكون في شهادة أحدها على طريقة عيش شخصية أخرى مواساة ما روائي من سورية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح