مجزرة الحولة السورية وحشية القتل عالقة في ذاكرة الشهود بعد 12 عاما
٤٠ مشاهدة
يستذكر السوريون في مثل هذا اليوم 25 مايو أيار مجزرة الحولة الدموية في ريف حمص الشمالي والتي نفذتها قوات النظام السوري عام 2012 على الأطراف الجنوبية لمدينة تلدو وقتل خلالها أكثر من 54 طفلا بينهم من قتل رميا بالرصاص ومن قتل بحراب البنادق أو بأدوات حادة مشاهد القتل الدموية ما زالت عالقة في ذاكرة الشهود بعد 12 عاما على ارتكاب المجزرة المرعبة خصوصا أن من بين القتلى أطفالا رضعا لم تتجاوز أعمارهم بضعة أشهر ومن الشهود عبد الله المحمد الذي كان من بين موثقي أسماء قتلى المجزرة والذي روى لـالعربي الجديد مواقف صادمة عاشها حينها وقال ما رأيناه مرعب لم نكن نتخيل بوصفنا سوريين أن ترتكب مجزرة كالتي حصلت في الحولة بهذه الوحشية والدموية كنا نعرف الموت بالقصف المدفعي لكن أن يتعمد النظام وأعوانه ارتكاب مجزرة كهذه الأمر كان صادما وقتها بحسب طرق القتل التي شاهدناها على الجثث من نفذ عمليات قتل الأطفال هم أشخاص مدربون على القتل لا يملكون أدنى مشاعر من الإنسانية تجاه طفل أو امرأة ولم تكن المجزرة ردة فعل أبدا بحسب ما أشيع وتابع المحمد الصدمة الأولى التي عشناها هي ظننا أن المجزرة ارتكبت بحق قلة من الأفراد لكن الصدمة الحقيقة كانت عند بدء السيارات بنقل الجثث إلى المستشفى الميداني والقصف الذي لم يتوقف على مدار الساعة بعد ظهر يوم الخامس والعشرين من مايو لمدة لا تقل عن 24 ساعة أما عن الموقف الأصعب الذي مر به المحمد فقال عندما نقلنا الجثث إلى المسجد بعد تكفينها في اليوم التالي للمجزرة كنت أكتب أسماء الشهداء على الأكفان هناك جثث كثيرة لم نستطع أن نكفنها جثث مشوهة وفظاعة المنظر لا توصف أغلب القتلى من النساء والأطفال وتابع كوني من أبناء حي بعيد عن حي طريق السد لم أكن أعرف أسماء القتلى خاصة من الأطفال والنساء كنت أستعين بأحد الشبان من آل عبد الرزاق لمعرفة أسماء القتلى وتدوينها على الأكفان وحينها مررت بجثة طفل لم يتجاوز شهره الخامس وفق ما قدرت سألت الشاب عن اسمه أجاب بعدم المعرفة حينها كان بجانبنا رجل استند على ركيزة في المسجد كان يبكي سألناه إن كان يعرف اسم الطفل حينها نظر إلى الجثة وقال إنه ابنه سمى الطفل وانهار حينها توجهنا نحوه وحاولنا تهدئته ومن ثم كتبنا اسم الطفل مررنا بجثة طفل آخر وسجلنا اسمه بعدها انتقلنا إلى جثة طفل في العاشرة من العمر سألت الشاب عنها وأجاب أنه لا يعرف عدنا إلى الرجل ذاته وفور أن وجه نظره إلى الجثة قال إنه ابنه الثاني وانهار بالبكاء وقال كان يبحث عنهم من كان بالقرب منا توجه إليه وحاول تهدئته معنا من ثم انتقلنا إلى جثة فتاة بعمر 11 عاما أيضا لم يعرف الشاب اسمها الرجل ذاته الذي تعرف على الجثتين قبلها تعرف على جثة الطفلة وقال إنها ابنته وبعدها تعرف على جثة طفل رابع جميعهم أبناؤه في الحقيقة الموقف يفطر القلوب انهار الرجل وما حدث كاف ليهد الجبال مأساة يتذكر عباس الحسين الذي كان أيضا من بين الشهود على مجزرة الحولة المواقف الصعبة التي عاشها بوصفه أحد كوادر قطاع الصحية وقال لـالعربي الجديد المجزرة كلها مأساة وكل شخص شهد المجزرة مر بموقف صعب منذ بداية دخول الجثث إلى المستشفى الميداني وحتى دفنهم هناك مشاهد عالقة في ذهني بعد مرور 12 عاما على المجزرة في البداية كان عدد الجثث التي وصلت إلى المستشفى 24 جميعهم من النساء والأطفال لم يكن هناك أي رجل المشهد صادم الصدمة الثانية كانت مع استمرار وصول السيارات التي تنقل الجثث إلى المستشفى وأردف الحسين في اليوم التالي للمجزرة بعد تأخير الدفن حتى وصول المراقبين الدوليين كنت شاهدا على جثة طفل لم يتجاوز من العمر 5 أشهر الطفل تعرض للضرب بطريقة وحشية على الرأس بأداة حادة ثقيلة إما ساطور أو فأس تقطيع أشجار وهذا ما عرفته كوني مختصا في القطاع الصحي الطفل أشقر وأتساءل لغاية اليوم كيف يمكن أن يتجرأ أي شخص على قتل طفل بهذا العمر بالطريقة الوحشية تلك كيف وصل بهم الحد إلى هذه الدناءة بقتل طفل رضيع بغض النظر عن المعارضة للنظام أو الولاء له كيف يمكن قتل الأطفال بهذه الوحشية مجزرة الحولة مروعة في الحقيقة وتبقى مشاهدها في ذهني إلى اليوم وارتكبت مجزرة الحولة في حي طريق السد وحي الطريق العام بعد ظهر يوم الجمعة في 25 مايو 2012 عندما تقدمت وحدات من جيش النظام في حي طريق السد يردفها عناصر من مليشيات موالية له لتبدأ عمليات تصفية عشوائية للمدنيين في الحي الذي يضم في غالبه أفرادا من عائلة عبد الزراق ومن ثم توجهت مجموعات من جيش النظام مساء اليوم ذاته إلى منازل يسكن غالبها أفراد من عائلة السيد من الجهة الجنوبية لمدينة تلدو برفقة عناصر مليشيات مدربة على القتل لتمارس عمليات التصفية ذاتها للمدنيين من دون التمييز بين أطفال أو نساء وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان تم توثيق مقتل 107 أشخاص في مجزرة الحولة بالاسم الثلاثي وأشارت الشبكة إلى أن هناك قتلى لم تتمكن من الوصول إلى بياناتهم إذ بحسب التقديرات المحلية بلغ عدد القتلى 117 شخصا