مجاعة في شمال غزة تحذيرات جديدة وسط الحرب المتواصلة
٨٤ مشاهدة
في شمال غزة المعزول عن بقية مناطق القطاع المحاصر وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 يحكى من جديد عن مجاعة حتمية شبيهة بتلك التي كانت الأمم المتحدة ووكالاتها قد حذرت منها إلى جانب منظمات أخرى تعنى بالشؤون الإنسانية والحقوقية في ظل الجوع المسيطر ومنطقة شمال غزة التي عزلتها قوات الاحتلال عن جنوب القطاع ووسطه تضم محافظتي غزة وشمال غزة والاحتلال يتحكم بمداخلها ومخارجها ويفصلها عن المنطقة الواقعة إلى جنوبي وادي غزة وهكذا فإن الفلسطينيين الذين ما زالوا عالقين في الشمال لسبب أو آخر مهددون بالمجاعة اليوم ولا سيما أن الجوع ينتشر بينهم نتيجة النقص الهائل في الغذاء يذكر أن الفلسطينيين في شمال غزة اضطروا قبل أشهر إلى تناول أعلاف الحيوانات لسد جوعهم في حين كانت تبذل جهود أممية ودولية للضغط على إسرائيل من أجل السماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى هؤلاء وبالفعل بعد محاولات حثيثة شاقة سمح بإدخال بضع شحنات هزيلة من دقيق القمح إلى الشمال عبر برنامج الأغذية العالمية يذكر أن الأمم المتحدة اشتكت في أكثر من مرة من عرقلة إدخال فرقها مساعدات إنسانية بما في ذلك الغذاء والأدوية والمستلزمات الطبية إلى الفلسطينيين المعزولين في شمال غزة وسط ظروف مزرية وتبدو الأمور اليوم أكثر صعوبة ولا سيما مع العملية البرية التي تنفذها قوات الاحتلال في رفح والتي أدت إلى إقفال المعبر الواصل بين أقصى جنوبي قطاع غزة ومصر فالمساعدات الإنسانية المخصصة للفلسطينيين في القطاع سواء في شمال غزة أو جنوبه أو وسطه تدخل من خلاله هذا المعبر ولأن النقص الهائل في الغذاء من شأنه أن يسبب سوء تغذية وكذلك جفافا في أجسام الأطفال فقد راحت أعداد كبيرة من أطفال قطاع غزة تعاني من ذلك ووصل الحال بعدد من هؤلاء إلى الوفاة خصوصا مع ترافق سوء التغذية مع مشكلات صحية وقد توفي 33 طفلا من جراء إصابتهم بسوء التغذية الحاد آخرهم يدعى مصطفى حجازي وقد فارق الحياة اليوم في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح بوسط قطاع غزة وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية فقد تلقى أكثر من ثمانية آلاف طفل دون الخامسة من العمر علاجا لسوء التغذية الحاد في القطاع وفي مستشفى كمال عدوان الذي يعد من بين أكبر مستشفيات شمال غزة في القطاع الفلسطيني المحاصر والمستهدف سجلت معاينة أكثر من 200 طفل على خلفية سوء التغذية وقد احتاج 50 منهم إلى عناية مكثفة علما أنهم في حالة خطرة ومن بين هؤلاء الذين يستقبلهم مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا الطفل زين حسب الله البالغ من العمر سبعة أعوام والصغير الذي ترافقه والدته يعاني من ضعف جسدي علما أن والده استشهد في العملية العسكرية الأخيرة التي شنتها قوات الاحتلال على مخيم جباليا في شمال غزة الشهر الماضي وتخبر والدة زين حسب الله العربي الجديد أنها توجهت شأنها شأن كثيرين من أهالي شمال غزة إلى السوق من أجل تأمين أي مواد غذائية متوفرة لكنهم لم يعثروا إلا على قليل من الغذاء وبأسعار مرتفعة جدا ولا تخفي الوالدة التي تعيش مع أبنائها الآخرين بالقرب من مستشفى كمال عدوان أنها تشعر بالجوع كما هي حال أبنائها وتأمل بإدخال أي طعام عاجل إلى شمال غزة تضيف هذه الأم الفلسطينية كنا نتوقع هذا الجوع فمنذ العملية العسكرية الأخيرة واستشهاد زوجي رحنا نشعر بتناقص الغذاء وقد اضطررت إلى تقليل كمية ما نتناوله حتى لا نصل إلى الجوع سريعا وتكمل لكننا على الرغم من كل محاولاتنا أنا ونساء كثيرات في المنطقة فقد دخلنا في هذه المرحلة ونحن ننتظر إدخال أي طعام ممكن إلى المنطقة وتؤكد والدة زين حسب الله في الوقت الراهن أعيش ما بين شعور الجوع وتأمين الطعام لأبنائي وبين خوفي من فقدان ابني زين فيلحق بوالده لا تختلف حال عبد الفتاح المدهون العالق في شمال غزة كذلك عن حال والدة زين حسب الله ويحكي لـالعربي الجديد أنه لم يعثر على أي طعام منذ أيام في حين أن قوات الاحتلال دمرت منزله الذي تمكن من النزوح منه في اللحظات الأخيرة مع مبلغ متواضع ويفيد المدهون بأن الناس في مناطق مختلفة يبحثون عن أي غذاء ممكن من دون جدوى مشيرا إلى أن لا منظمات دولية ولا أونروا وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ولا غيرها في منطقة شمال غزة اليوم ويكمل المدهون نمشي مثل التائهين في الشوارع ونسأل عن أي مكان فيه طعام في سياق متصل يقول مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية لـالعربي الجديد إن الأغذية التي تحتوي على بروتينات وفيتامينات غير متوفرة في كل محافظة شمال غزة في الوقت الراهن يضيف أن في حال توفر منه القليل فإن الناس صاروا يتبادلون الأغذية في ما بينهم بناء على حاجة أطفالهم حتى لا يموتوا جوعا لافتا إلى أن هؤلاء يجهدون للحصول على حليب حتى لو كان حليبا منتهي الصلاحية مثل ذلك المجفف الذي أدخل من ضمن شحنات مساعدات تجدر الإشارة إلى أن الفلسطينيين في شمال غزة كانوا قد اختبروا الجوع للمرة الأولى في خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي ما بين شهري يناير كانون الثاني ومارس آذار الماضيين خصوصا فهم بمعظمهم اضطروا إلى خلط أعلاف الحيوانات بدقيق القمح المتوفر قبل نفاده كليا كذلك أكلوا أوراق الأشجار وراحوا يبحثون عن أي بدائل ممكنة حتى لا يموتوا جوعا وفي السياق نفسه أطلق ناشطون أخيرا وسم شمال غزة يجوع على مواقع التواصل الاجتماعي آملين أن يوصلوا رسالة مفادها أن الفلسطينيين في غزة يجوعون في ظل الحصار والعدوان من أجل الضغط لإدخال الأغذية لهم