عاجل متقاعدو صنعاء يتسلمون نصف معاشاتهم فقط لشهر ديسمبر هل تكفي للعيش

في تطور مصيري يمس حياة أكثر من 1.2 مليون متقاعد يمني، أعلنت الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات في صنعاء بدء صرف معاشات شهر ديسمبر 2025، لكن الصدمة أن المبلغ المصروف نصف المعاش المستحق فقط. في بلد مزقته الحرب منذ عقد كامل، يصبح كل ريال قضية حياة أو موت، فهل يكفي نصف معاش لإطعام أسرة من 8 أفراد في زمن التضخم الجنوني؟
أحمد المطري، 67 عاماً، متقاعد مدني يعول 8 أفراد، يقف في طابور طويل أمام مكتب البريد المركزي وسط صنعاء. وجهه المتعب يحكي قصة انتظار دام 6 أشهر بلا راتب. نصف المعاش أفضل من لا شيء، لكن كيف سأوزع 25 ألف ريال على احتياجات شهر كامل؟ يتساءل بصوت مرتجف. الإحصائيات تكشف أن 85% من المتقاعدين اليمنيين لم يحصلوا على معاشاتهم بانتظام، بينما يؤكد د. محمد العريقي، الخبير الاقتصادي، أن متوسط المعاش لا يكفي سوى لـ40% من الحاجات الأساسية حتى لو صُرف كاملاً.
الأرقام تحكي مأساة حقيقية: منذ عام 2014، عاش المتقاعدون اليمنيون دوامة من الانقطاع والتأخير، مثل مريض ينتظر دواءه الضروري للحياة. ما كان يكفي لشهرين قبل الحرب، بات بالكاد يسد رمق أسبوع واحد. د. فاطمة الزهراني، مديرة مكتب البريد، تشرح بحزن: نشهد مشاهد مؤثرة يومياً، مسنون يرتجفون من البرد والجوع، ينتظرون ساعات للحصول على ما تبقى من كرامتهم. التوقعات تشير إلى أن هذا الصرف الجزئي قد يكون بداية نمط جديد من التقشف القسري.
في بيوت صنعاء الباردة، تعيد العائلات حساباتها مجدداً. سعاد القاضي، زوجة متقاعد، تصف الموقف: فرحنا بالخبر ثم صُدمنا بالمبلغ. كيف نوزع نصف راتب على الدواء والطعام والإيجار؟ رائحة الخبز المحروق تملأ الشوارع، بينما تطول طوابير مكاتب البريد مع كل إعلان صرف. الخبراء يحذرون من تفاقم الأزمة الاجتماعية، فيما تتضاعف أعداد المتسولين في شوارع العاصمة. النتائج المتوقعة: انتعاش مؤقت لن يدوم أكثر من أسبوعين، ثم عودة للمعاناة المضاعفة.
وسط هذا الواقع المرير، يقف المتقاعدون على مفترق طرق: القبول بالفتات أم المطالبة
ارسال الخبر الى: