متضررو زلزال أفغانستان يخشون المستقبل
يعيش الآلاف من سكان ولاية كُنر شرقي أفغانستان تداعيات الزلزال المدمّر الذي ضرب الولاية في 31 أغسطس/ آب الماضي، وأسفر عن أكثر من 2500 قتيل ونحو أربعة آلاف جريح، ونحو ستة آلاف منزل مدمّر. ولا شك أن المرحلة الأولى من أعمال الإغاثة والإسعاف التي نفذتها الحكومة الأفغانية بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية، كانت ناجحة إلى حد كبير بشهادة كل من راقب الوضع من سكان المنطقة والزعماء القبليين.
يقول الزعيم القبلي شفيع الله صافي لـالعربي الجديد: كان الزلزال كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، وضرب منطقة جبلية ذات تضاريس صعبة لا تتضمن بعضها طرقات معبدة حتى للذهاب إليها في الأوقات العادية. وقد انهارت جبال حاولت السلطات الوصول إليها باستخدام مروحيات اعتبرت الوسيلة الوحيدة لبلوغها. واستدعت المهمات إنزال قوات كوماندوز خاصة احتار الناس في كيفية إنجازهم المهامات في شكل جيد باستخدام معدات بدائية.
يضيف صافي: لا شك في أن عامة الناس كان لهم دور كبير في المهمات الميدانية، خاصة رجال القبائل. وقد توجه آلاف الشبان إلى المناطق المنكوبة، وقدمت القبائل الغالي والنفيس للمنكوبين. وحالياً انتهت هذه المرحلة بشكل جيد رغم المعوقات اللوجستية الكثيرة. أما المرحلة الثانية فهي الأكثر صعوبة وطولاً، وتحتاج إلى جهد ومال كثير.
ويتابع: لا يمكن أن يبقى الناس في مخيمات مؤقتة أسستها الحكومة الأفغانية لأن احتياجات الحياة فيها غير مكتملة، كما أنهم لا يريدون البقاء في المخيمات مع اقتراب موسم البرد، وجميعهم بالتالي معنيون بإعادة بناء منازلهم بكل الوسائل المتاحة. أيضاً لن يستمر الاهتمام بهذه المخيمات فترة طويلة، خاصة أن أفواجاً من اللاجئين العائدين من باكستان وإيران تدخل يومياً إلى أفغانستان. من هنا كان الاهتمام بالمتضررين ضرورياً في المرحلة الأولى التي شهدت مهمات الإغاثة والإسعاف، لكنه لن يستمر في المراحل التالية لذا يعيش الناس في قلق كبير.
ويقول الطبيب النفسي نور الله مجيب لـالعربي الجديد: التبعات النفسية للزلزال على المتضررين كبيرة، فإلى جانب فقدان كثيرين منازلهم وكل ما يملكونه،
ارسال الخبر الى: