متاهة فدريكو فلليني حوار مطول حول الأحلام

82 مشاهدة

يمكن للقارئ أن يتتبّع في كتاب فدريكو فلليني (دار خطوط وظلال، 2025/ ترجمة أمين صالح)، وهو حوار مطوّل أجراه الناقد جيوفاني جرازيني في بدايات الثمانينيات، الطريقةَ التي فكّر فيها المخرج الإيطالي في أفلامه، أو أسلوبه في استدعاء الأحلام ومنحها لغة سينمائية.

يساعد الحوار فلليني على عرض وجهات نظره في شؤون الفن والحياة، كما يستحضر طفولته ومراهقته وشبابه الأول وذكرياته مع الأفلام، وهو يساعده لأنه أساساً ليس شخصاً يميلُ إلى الثرثرة، واللغة التي يعتدُّ بها هي لغة الصور.

عندما أُجري هذا الحوار، كان فلليني في الرابعة والستين من عمره، يقتبس في وصف الشيخوخة عن سيمون دي بوفوار بأن الشيخوخة تمسك بالمرء على نحو مباغت.
ومع هذا الوصف لرجل على أبواب الشيخوخة، يجد فلليني نفسهُ شاباً في السابعة عشرة من عمره، مع قوّة الإلهام التي تتأتّى من البراءة ومن الجمال، ومن الذكريات التي يضيع زمنها ويتداخل. والحوارات هنا تظهر رجلاً على أبواب الكهولة يراقبُ ذلك الشاب من غير أن يعظه، يسردُ ذكرياته معه أو ما تبقّى منها فقط.

يرى الأفضلية للموضوعات الأصلية المكتوبة مباشرةً للسينما

أكثر ما يتساءل المرء عند قراءة حوار مع مخرج سينمائي، أو مع فنّان أو شاعر، هو طريقه إلى الإلهام، طريقته في التقاط المخيّلة، في الاستحواذ على ما هو غير مدرك. وفي الحوار، يتتبعُ القارئ عدّة أساليبٍ تصوّر مخرجاً يمضي أوقات فراغه في رسم اسكتشات يدعوها خربشات، وهي لسمات وجوه، وتفاصيل لباس، وأجساد وتعبيرات. تلك طريقة فلليني في استلهام الأفكار، لا الكلمات ولا الأحاسيس، إنّما تتبّع ذلك الخيط في الميثولوجيا الإغريقية الذي سيخرجه من المتاهة. الإلهام لديه مضيٌّ واهتداء، مع تسليم عبثي بوصولٍ ما. حتى في سرده لتتالي أفلامه، تظهر لحاقاً بخيط داخل متاهة: فيلمه إمّا نتاج مخيلة، أو حلم، أو سفر في الذاكرة. ووفق تعبيره: متاهة لها مخارج لا متناهية، لكن ليس لها غير مدخل واحد فقط، والمعضلة الحقيقية ليست في الخروج، إنما في الدخول.

/>
فلليني أثناء تصويره فيلم ساتيريكون عام 1969 (Getty)

أيضاً، لا يعتدّ

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح