مبادرة مليون شجرة لإعادة الحياة إلى جبال اللاذقية بعد الحرائق

أطلق متطوّعون في محافظة اللاذقية غربي سورية، اليوم الاثنين، مبادرة لزرع مليون شجرة، بهدف إعادة الحياة إلى جبال الساحل السوري التي التهمتها نيران الحرائق في خلال الشهرَين الماضيَين. وكان الحرّ الشديد الذي ضرب سورية والمنطقة ككلّ قد أدّى إلى اندلاع حرائق غابات أتت على مساحات شاسعة من الأراضي، في بقاع سوريّة مختلفة. وأشار القائم على مبادرة التشجير هذه عزازيل ديب لـالعربي الجديد إلى أنّ مبادرتهم أهلية ومجتمعية، وسوف تُنفَّذ بالتعاون مع فريق مختصّ وكادر تنظيمي، مع فتح باب التبرّعات المالية والعينية لتأمين الأدوات والأشجار المتنوعة ذات الفائدة الاقتصادية والبيئية، من قبيل أشجار الكستناء والغار والبلّوط والعذر والسنديان والشوح، باستثناء الصنوبر البري الذي يمثّل خطراً لسرعة اشتعاله.

ودعا ديب المؤثّرين وصنّاع المحتوى إلى دعم المبادرة، بهدف جمع أكبر قدر من التبرّعات وتحقيق الهدف بزرع مليون شجرة، مبيّناً أنّ المبادرة مفتوحة أمام الجمعيات والمنظمات والأفراد ورجال الأعمال والمغتربين، مع الالتزام بالشفافية عبر نشر تقارير وحلقات يومية أو شبه يومية على صفحة خاصة بالمبادرة. وأضاف ديب أنّ المتطوّعين المنخرطين في المبادرة يسعون إلى إنبات نصف مليون شجرة في الأشهر الأربعة المقبلة، على أن تتواصل الجهود حتى إنجاز المشروع كاملاً.

انحسار حرائق غابات اللاذقية والدفاع المدني يبدأ بعمليات التبريد

ولاقت المبادرة الهادفة إلى زرع مليون شجرة إشادة واسعة من قبل الأهالي، وقال أحمد عتال من ريف اللاذقية لـالعربي الجديد إنّ الحرائق تركت آثاراً عميقة في قلوب الناس بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية والبيئية. ورأى أنّ من شأن المبادرة أن تعيد الحياة إلى مناطق واسعة باتت جرداء. من جهتها، قالت ميس علي من سكان ريف جبلة لـالعربي الجديد إنّها سوف تشارك بصفتها متطوّعة، وشدّدت على أنّ إعادة الحياة إلى المنطقة مسؤولية الجميع.

وكانت حرائق غابات اللاذقية الأخيرة قد أتت على أكثر من 16 ألف هكتار من الأراضي، من بينها 2.200 هكتار من الأراضي الزراعية، فيما ألحقت الضرر بـ45 قرية، مع العلم أنّ نحو 1.200 عائلة تضرّرت بصورة مباشرة.