مازة الجوهرة من حسرة ألمانيا إلى الهدف 100 للجزائر في الكان
فرض الفوز العريض، الذي حققه منتخب الجزائر على السودان بثلاثة أهداف دون مقابل، اليوم الأربعاء، في ملعب مولاي الحسن بالعاصمة المغربية الرباط، نفسه بدايةً مثالية لمشوار الخُضر في كأس أمم أفريقيا 2025، ضمن المجموعة الخامسة، التي تضم أيضاً بوركينافاسو وغينيا الاستوائية، وهي المشاركة الـ21 لـمحاربي الصحراء في تاريخ الكان، في مباراة حملت دلالة رمزية خاصة، بعدما جاء الهدف الثالث ليكون الرقم 100 في تاريخ مشاركات المنتخب القارية، بأقدام موهبة باير ليفركوزن إبراهيم مازة (20 عاماً)، الذي بدأ بخطف الأضواء بثبات.
وحمل الشوط الثاني لحظة التحول الأبرز، عندما دخل إبراهيم مازة بديلاً في الدقيقة الستين مكان فارس شايبي، ليغيّر إيقاع اللعب ويؤكد جهوزيته الفنية والذهنية. ولم يحتج لاعب باير ليفركوزن سوى دقائق قليلة لترك بصمته، مستفيداً من المساحات التي منحها له دفاع السودان، ليترجم حضوره بتسجيل الهدف الثالث، في لقطة عكست الثقة الكبيرة التي أمسى يتحلى بها رغم صغر سنه.
وجاء اختيار المدرب فلاديمير بيتكوفيتش بعدم إشراك إبراهيم مازة أساسياً مخالفاً لتوقعات كثيرة، خاصة في ظل المستويات الكبيرة التي يقدمها مع ناديه الألماني هذا الموسم. ورغم ذلك، بدا اللاعب متقبلاً لخياره التكتيكي، قبل أن يرد من داخل المستطيل الأخضر، مؤكداً أن دوره لا يرتبط بصفة أساسي أو بديل، بل بقدرته على التأثير متى أتيحت له الفرصة.
ومثّل الهدف المسجل في مرمى السودان أول إنجاز تهديفي لإبراهيم مازة بقميص المنتخب الجزائري، بعد تسع مباريات دولية، كما جاءت هذه المشاركة الأولى له في بطولة قارية مع الخُضر. وحمل الهدف قيمة تاريخية إضافية، بعدما جعله أصغر لاعب جزائري يسجل في تاريخ كأس أمم أفريقيا، بعمر 20 عاماً و30 يوماً، محطماً الرقم السابق الذي كان بحوزة نبيل بن طالب منذ نسخة 2015، بهدف سجله ضد السنغال.
وتعكس هذه البداية القارية الطموحات الكبيرة المعلقة على إبراهيم مازة، بوصفه أحد الوجوه القادرة على إعادة المنتخب الجزائري إلى سكة التألق القاري، بعد خيبتين متتاليتين في النسختين الماضيتين. ويجمع كثيرون على أن ما يقدمه اللاعب يتجاوز الإمكانات الفنية،
ارسال الخبر الى: