ماثيو رانكين 2 2 على السينما واجب معين في المخاطرة والاستكشاف
(*) الجملة الأولى المكتوبة على السبورة في الصفّ، في المشهد الأول، نحن ضائعون إلى الأبد في هذا العالم، تعبّر عن الفراغ الذي نعيشه نحن مواطني العالم، بشكل متزايد، والاغتراب تجاه ما يحدث سياسياً. الفيلم كوميديا أولاً، لكنه يحمل في جوهره طرحاً سياسياً حقيقياً.
لن أقول إنه سياسي بالمعنى الحزبي أو الأيديولوجي. لا يوجد برنامج محدّد، ولا أحاول إقناع أي شخص بأي شيء، أو إثبات أي نظرية أو أيديولوجية معينة. لكن، مع ذلك، هناك شيء ما. أعتقد أن النيات الإبداعية للفيلم، أو فكرة صنع فيلم معاً، وخلق تقارب بين فضاءين، يمكن أن نتخيل أن بينهما مسافات شاسعة، ربما تكون سياسية، لأنه بذلك يتحدث عن التضامن، وعن انتماء أعمق من انتماء إلى دول قومية. السياسة كما تُمارس اليوم، والقسوة التي ننظم بها العالم، على شكل دول، وأحزاب سياسية، واقتصادات، وإنستغرام، تجعله صارماً للغاية، وصدامياً. قوامه نماذج متعارضة وحدود.
فكرة الفيلم عكس هذا: لا حدود أو ما وراء كلّ الحدود. لا أعرف إذا سبق أن رأيت حرفياً حدوداً حقيقية بين بلدين. إنها مساحة مجردة للغاية، رغم أنها ملموسة. هذه الفكرة التجريدية عن الفضاء تهمني كثيراً. أين ينتهي شخص، ويبدأ آخر.
ما نجده مع مشاهدي لغة كونية نوعٌ من الكاثارسيس، أو التطهير الفني، يخترق مفهوم الحدود. لم نكن نرى ذلك بما هي فكرة سياسية عندما صنعنا الفيلم. أجد أننا نعيش في عصر صارم وغير متسامح، وأنّ خلق مساحة للتضامن ربما يكون لفتة سياسية في العمق.
(*) لفتةٌ تثير أيضاً مسألة الهجرة، لأن الفيلم نوع من التعايش بين شعبين، أو بالأحرى بين عالمين.
بالضبط. رغم الصرامة التي نحاول بها احتواء الجميع، تجربتنا نحن البشر ليست كذلك. أي أننا نقيم علاقات، ونشكل جزءاً من نظام بيئي من التبعية المتبادلة، رغم كلّ الجهود السياسية الرامية إلى إحباط هذا المنحى، ودفعنا إلى العيش في حالة إنكار تجاهه. تجربتنا في الحياة أكثر مرونة مما تقدّمه السياسة اليوم.
/> سينما ودراما التحديثات الحيةماثيو رانكين (1/ 2): دور المخرج
ارسال الخبر الى: