مؤتمر فلسطين وأوروبا يختتم أعماله في باريس متحديا الضغوط
على بُعد مئة متر من باب المركز العربي في باريس، حيث عُقدت، الجمعة، الجلسات الأخيرة من مؤتمر فلسطين وأوروبا، وقبل الدخول إلى مبنى المركز، كان ثمّة في الخارج، تحديداً أمام الباب، تجمّع كبير من الصحافيين والأكاديميين الذين يلتقطون صوراً للعتبة الموجودة أمام المدخل. تقدّمتُ مسرعاً، فإذا بها خَربَشات باللونين الأصفر والأزرق، كتبتها بعض الجماعات التي يبدو أنّ انعقاد المؤتمر قد أزعجها، فخرجت في المساء، على غرار الخفافيش، لتدوين كتابات من نوع: معاداة الصهيونية تساوي معاداة السامية، والمركز العربي عميل حماس وقطر، وأن ألبانيزي عميلة حماس، ودومينيك دو فيلبان عميل حماس.
هي الادعاءات نفسها التي نشرتها مجلة لو بوان قبل أسبوعَين، بتوقيع إروان سيزنك وإسماعيل البوكوترو، وبضغط من لوبيات متطرفة رحّب بها وزير التعليم، إذ هاجموا المؤتمر بـتُهَم من نوع إنّه مؤيد للفلسطينيين ومعادٍ للصهيونية.
جميع من دخل من باب المركز لحضور جلسات اليوم الثاني أو المشاركة فيه رأى تلك الخربشات، ثم دخل مبتسماً وقد غمره الفرح. الجميع هنا يعلم أن المؤتمر قد نجح، وأن انعقاده في موعده ووفق البرنامج المقرر، من حيث المشاركين، كان الرد الأمثل على هذا الذباب الإلكتروني.
الكواكبي: انتصرنا على جهل وظلامية اللوبيات الإسرائيلية
لا شك أن هذه السلوكيات تُثبت أن قرار المنظّمين بعقد المؤتمر كان صائباً، وأن هذه الجماعات المتطرفة باتت اليوم أكثر خوفاً من أي وقت مضى، بسبب هذا الوعي الجديد الذي تشهده أوروبا. وهو ليس وعياً مرتبطاً بالسياسة بقدر ما هو نابع من الحراك الشعبي والرأي العام الذي صار يدرك النفاق الغربي وازدواجية المعايير، ولا سيّما حين يتعلق الأمر بفلسطين. هكذا، انطلقت عند التاسعة صباحاً أعمال اليوم الثاني والأخير من مؤتمر فلسطين وأوروبا في مقر المركز العربي بباريس، وسط حضور كبير في قاعة صغيرة بالكاد اتّسعت للحضور من مثقفين وصحافيين ومتابعين.
تناولت الجلسة الأولى الماضي الاستعماري، الأعباء التاريخية، وتشكّل حركات التضامن مع فلسطين، بمشاركة كلّ من الباحث والأكاديمي في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن جلبير الأشقر، والباحث في جامعة بروكسل ألبارو أوليارت، والباحثة في
ارسال الخبر الى: