مؤتمر حاسم لحزب العدالة والتنمية المغربي اليوم
39 مشاهدة
يشكل المؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية المعارض في المغرب والذي ينطلق اليوم على مدى يومين محطة تنظيمية حاسمة في مستقبل الحزب الساعي إلى استرجاع المكانة التي كان يحتلها في المشهد السياسي قبل نكسة الانتخابات التشريعية في سبتمبر أيلول 2021 أو على الأقل الاستمرار في مقاومة تداعياتها يومها مني الحزب الذي قاد الحكومة المغربية لولايتين متتاليتين تصدر الانتخابات في 2011 و2016 في سابقة في تاريخ المغرب بهزيمة بعدما حل في المرتبة الثامنة بـ13 مقعدا برلمانيا من أصل 395 ويأتي مؤتمر الحزب اليوم والذي يعقد في مركب مركز الطفولة والشباب بمدينة بوزنيقة جنوب الرباط في سياق سياسي استثنائي تتقاطع فيه الاعتبارات التنظيمية مع رهانات التموقع السياسي استعدادا لنزال الانتخابات التشريعية المقبلة في سبتمبر أيلول 2026 كذلك يشكل لحظة حاسمة في تاريخ الحزب لجهة أنه سيحدد مستقبله ومدى تعافيه من نكسة الثامن من سبتمبر 2021 كذلك يتجه إسلاميو المغرب إلى مؤتمرهم في مرحلة دقيقة من تاريخ تنظيمهم وسط تحديات داخلية وخارجية تحديات أمام العدالة والتنمية وفي السياق يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الأول بسطات وسط البلاد عبد الحفيظ اليونسي أن العدالة والتنمية يواجه ثلاثة تحديات بمناسبة المؤتمر الوطني التاسع أولها تنظيمي يتمثل في مدى قدرة الحزب على الخروج من المؤتمر بتماسك تنظيمي يحضر فيه الجيل المؤسس وأيضا شباب الحزب إلى جانب مدى قدرة المؤتمر على بعث حيوية في امتدادات الحزب المجالية باعتبارها قوة الحزب انتخابيا عبد الحفيظ اليونسي تحديات انتخابية ومالية تواجه العدالة والتنمية في مؤتمره ويشير اليونسي في تصريح لـالعربي الجديد إلى أن المعضلة الثانية التي تواجه الحزب خلال المؤتمر تتعلق بمدى القدرة على تقديم تصور واضح لتحديات البلاد السيادية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى القدرة على استعادة ثقة كتلته الناخبة من المحافظين والطبقة المتوسطة أما التحدي الثالث للحزب وفق اليونسي فهو تحد مالي وقانوني في العلاقة بالانتخابات المقبلة أي ضمان تنافسية في الانتخابات والقدرة على تمويلها كذلك يحصر أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس إسماعيل حمودي في حديث لـالعربي الجديد التحديات التي تواجه العدالة والتنمية ارتباطا بمحطة المؤتمر وما بعده في ثلاثة أولها تنظيمي يتعلق بتجديد كل هيئات الحزب على المستوى المركزي والترابي لإفراز قيادات المرحلة المقبلة وبرأيه فهو تحد أساسي لأنه سيعكس مدى تعافي الجسد الحزبي كله وقدرته على تجديد بنياته للانطلاق من جديد إسماعيل حمودي الانتخابات التشريعية المقبلة محطة فاصلة في مسار تعافي الحزب من أزمته أما التحدي الثاني فهو سياسي مرتبط بقدرة الحزب على تحسين تموقعه السياسي وتحديد حلفائه من خصومه ويرى أن هذا التحدي هو رهان يتوقف على أمرين أولا وضوح رؤيته الحزب وخطه السياسي للمرحلة المقبلة وثانيا وجود استعداد لدى الأطراف الأخرى من الأحزاب والمجتمع المدني والنخب للانخراط إلى جانبه في بناء تمفصل جديد حول تحديات وأولويات المرحلة المقبلة ويضيف حمودي أن التحدي الثالث هو انتخابي إذ إن مؤتمر الحزب يعقد على بعد أزيد من سنة كاملة على الانتخابات التشريعية لسنة 2026 وبرأيه فهي محطة فاصلة في مسار تعافي الحزب من أزمته إذ ستشكل اختبارا له في ما يخص قدرته على تحقيق نتائج إيجابية تعيده إلى مركز الفعل السياسي والحزبي بعدما تعرض لشبه طرد من المؤسسات المنتخبة في 2021 حفيظ الزهري الشأن الداخلي للحزب يعرف نوعا من هيمنة حركة الإصلاح والتوحيد بالنسبة إلى الباحث في العلوم السياسية حفيظ الزهري فإن المؤتمر التاسع لـالعدالة والتنمية لن يكون مؤتمرا عاديا بحكم الرهانات الكبيرة المطروحة أمامه سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الخارجي ويوضح أنه على المستوى الأول يواجه إخوان بنكيران رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران تحديا كبيرا يكمن في الحفاظ على وحدة الحزب واستمراريته في المشهد السياسي المغربي وإعادته إلى سكة المنافسة على الحكم وبرأي الزهري فإذ هذا الأمر ليس سهلا أمام التراجع الكبير على مستوى الشعبية بعد عشر سنوات من الحكم وما نتج عنها من انتقادات كبيرة وهزيمة لم تكن في الحسبان خلال انتخابات 2021 النيابية ويلفت الزهري إلى أن الشأن الداخلي للحزب يعرف نوعا من هيمنة حركة الإصلاح والتوحيد التي تحاول بسط سيطرتها على الحزب بعد تصفية تيار رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني وتحاول الحركة الوصول إليه الحزب عبر استغلال حرب غزة للعودة للشارع وتوسيع القاعدة الجماهيرية مستغلة في ذلك الجانب العاطفي والتضامني للمغاربة مع القضية الفلسطينية ويبقى أكثر تحد مطروح أمام العدالة والتنمية وفقا للزهري هو كيفية مواجهة تراجع منسوب الثقة دوليا بالإسلاميين خصوصا بعد منع حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن والعديد من دول الشرق الأوسط ما سيصعب الأمور على قيادة الحزب في نسج علاقات خارجية ضاغطة ويرى الزهري أن حزب العدالة والتنمية سيحاول الانكماش في انتظار مرور الحملة ضد جماعة الإخوان المسلمين وسيركز على العمل الداخلي لإعادة بناء الحزب وطنيا مقاربة موضوعية من جهته يؤكد رئيس مركز شمال أفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية المغرب رشيد لزرق في حديث لـالعربي الجديد أن مؤتمر حزب العدالة والتنمية يواجه تحديا كبيرا في صياغة مخرجاته النهائية في ظل قرار الأردن حظر جماعة الإخوان المسلمين إذ يضع الحزب أمام معادلة صعبة بين التضامن مع الحركات الإسلامية والحفاظ على مكانته السياسية ويقول إنه من المرجح أن تتسم مخرجات المؤتمر بلغة أكثر حذرا وواقعية في التعامل مع التحولات الإقليمية والدولية مع تركيز متزايد على القضايا الوطنية المغربية وتقليص الخطاب الأيديولوجي العابر للحدود كذلك قد يتجه المؤتمر نحو تبني استراتيجيات جديدة تؤكد استقلالية الحزب التنظيمية والفكرية عن الإخوان المسلمين وقد تطرح مبادرات لإعادة تموضع الحزب ضمن المشهد السياسي العربي والإسلامي بما يتلاءم مع الظروف المتغيرة مع التشديد على قيم الاعتدال والمشاركة السياسية ضمن الإطار المؤسساتي رشيد لزرق الشخصنة المفرطة للعمل السياسي تعيق تطور الحزب من جهة أخرى يلفت لزرق إلى أن الحزب يواجه كذلك تحدي الخروج من دائرة الجماعة الملتفة حول شخص والتحول إلى مؤسسة حزبية حقيقية ويوضح أنه رغم الخطاب المؤسساتي الذي يتحدث عن المشروع والبرنامج غير أن تصريحات قيادات الحزب وسلوكياتهم تنم عن انشغال مستمر برد الاعتبار لـإهانة العزل من قبل الملك محمد السادس في 2017 التي تعرض لها بنكيران بفعل خدلان أصحابه أكثر من الانشغال ببناء رؤية سياسية مؤسساتية بديلة وبرأيه فإن هذه الشخصنة المفرطة للعمل السياسي تعيق تطور الحزب وتجعله أسير صراعات شخصية وثأر سياسي بدلا من التركيز على تطوير خطابه وأدائه المؤسساتي كذلك تعكس تصرفاته تناقضا بين الادعاء بالتجديد السياسي والاستمرار في نفس مربعات الولاء الشخصي والعاطفي للقيادة ما يضعف قدرته على تقديم نفسه بديلا سياسيا ناضجا ومتجاوزا لمنطق الجماعة المغلقة