مؤتمر السلام في أوكرانيا خطوة بسيطة في طريق معقد

٩١ مشاهدة
انتهى مؤتمر السلام في أوكرانيا في مدينة بوغنشتوك السويسرية والذي عقد يومي السبت والأحد الماضيين بتوقيع 80 دولة من أصل 92 وأربع منظمات دولية من أصل ثمان على البيان الختامي بعد يومين من المباحثات حول ثلاث نقاط من أصل عشر في صيغة السلام الأوكرانية التي عرضها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرة الأولى نهاية 2022 وهي السلامة النووية والأمن الغذائي وإطلاق سراح جميع السجناء الأوكرانيين وإعادة الأطفال الأوكرانيين المرحلين قسرا إلى روسيا بيان مؤتمر السلام في أوكرانيا لم يتطرق البيان الختامي عقب مؤتمر السلام في أوكرانيا إلى النقاط الشائكة والصعبة في خطة السلام الأوكرانية باستثناء إشارات غير مباشرة في ديباجة البيان إلى ضرورة وقف روسيا حربها على أوكرانيا والتحذير من أن الحرب المستمرة التي تشنها روسيا الاتحادية ضد أوكرانيا لا تزال تتسبب في معاناة إنسانية ودمار على نطاق واسع وتخلق مخاطر وأزمات ذات تداعيات عالمية كما شددت الدول الموقعة على البيان على التزامها بـمبادئ السيادة والاستقلال ووحدة أراضي كل الدول بما فيها أوكرانيا ضمن حدودها المعترف بها دوليا وضرورة حل النزاعات بالوسائل السلمية ومبادئ القانون الدولي ومن اللافت أن هاتين الصياغتين استخدمتا مصطلحات مغايرة لما ورد في خطة السلام الأوكرانية فبدلا من الغزو استخدم مصطلح الحرب وتجنب البيان الإشارة إلى ضرورة التزام روسيا بوحدة وسلامة أراضي أوكرانيا ضمن حدود 1991 ورغم التعديلات المذكورة فقد أخفق منظمو مؤتمر السلام في أوكرانيا في إقناع عدد من الدول المحورية في الجنوب العالمي بالتوقيع على البيان الختامي على رأسها الهند والبرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا إضافة إلى السعودية والإمارات وتضمن البيان الختامي ثلاث نقاط أساسية تعكس المخاوف المشتركة للغرب والجنوب العالمي حول مخاطر الأسلحة النووية والتسرب الإشعاعي والمخاوف من أزمة غذاء عالمية إضافة إلى التوافق على ضرورة حل القضايا الإنسانية المتعلقة بالأسرى وآثار الحرب على العائلات والأطفال وشدد الموقعون على أن يكون أي استخدام للطاقة النووية والمنشآت النووية آمنا ومؤمنا ومحميا وسليما بيئيا وعلى ضرورة أن تعمل محطات ومنشآت الطاقة النووية الأوكرانية بما في ذلك محطة زابوريجيا بسلامة وأمان تحت السيطرة السيادية الكاملة لأوكرانيا وبما يتماشى مع مبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها وذكر البيان أن أي تهديد أو استخدام للأسلحة النووية في سياق الحرب المستمرة ضد أوكرانيا أمر غير مقبول كما لفت الموقعون إلى أن الأمن الغذائي العالمي يعتمد على التصنيع والإمداد المتواصل للمنتجات الغذائية وفي هذا الصدد تعتبر الملاحة التجارية الحرة والكاملة والآمنة فضلا عن الوصول إلى الموانئ البحرية في البحر الأسود وبحر آزوف أمرا بالغ الأهمية وتابعوا الهجمات على السفن التجارية في الموانئ وعلى طول الطريق بأكمله وكذلك ضد الموانئ المدنية والبنية التحتية المدنية للموانئ أمر غير مقبول وشدد البيان على أنه يجب عدم استخدام الأمن الغذائي سلاحا بأي شكل من الأشكال وينبغي توريد المنتجات الزراعية الأوكرانية بشكل آمن وحر إلى البلدان الثالثة المهتمة كذلك دعا الموقعون على بيان مؤتمر السلام في أوكرانيا إلى إطلاق سراح جميع أسرى الحرب عن طريق التبادل الكامل وإعادة جميع الأطفال الأوكرانيين المرحلين والنازحين بشكل غير قانوني وجميع المدنيين الأوكرانيين الآخرين الذين احتجزوا بشكل غير قانوني إلى أوكرانيا ومعلوم أن أوكرانيا تتهم روسيا بترحيل أكثر من 20 ألف طفل أوكراني قسرا من مناطق الصراع ونقلهم إلى المقاطعات الروسية في نهاية البيان عبر الموقعون عن اعتقادهم بأن التوصل إلى السلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف والحوار بينها ولذلك تقرر اتخاذ خطوات ملموسة في المستقبل في المجالات المذكورة أعلاه مع مزيد من المشاركة لممثلي جميع الأطراف وشددوا على أن ميثاق الأمم المتحدة ومن ضمنها مبادئ احترام السلامة الإقليمية وسيادة جميع الدول يمكن أن يكون بمثابة أساس لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا ورغم أن البيان الختامي لم يرق إلى المطالب الأوكرانية ولم يتطرق إلى النقاط الجوهرية فقد أشاد زيلينسكي بـالخطوات الأولى نحو السلام في المؤتمر وقال إن البيان المشترك يظل مفتوحا للانضمام إليه من قبل كل من يحترم ميثاق الأمم المتحدة وشدد أول من أمس الأحد على أن مؤتمر السلام في أوكرانيا سيتبعه قريبا اجتماع ثان مضيفا أن مثل هذه الاستعدادات ستستغرق أشهرا وليس سنوات ولفت إلى أن بعض الدول أبدت بالفعل استعدادها لاستضافة مثل هذه القمة علما أن البيان الختامي في بوغنشتوك لم يأت على ذكر أي مؤتمر للمتابعة وأقرت الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد بأنه لا يوجد اتفاق حول كيفية وتوقيت مشاركة روسيا في الحوار وقالت إن البيان الختامي يرسل إشارة قوية إلى أن هناك حاجة إلى تغييرات مضيفة في كلمتها بختام المؤتمر أول من أمس إلى أن هناك أفكارا مشتركة لسلام عادل ودائم وضربت أمثلة على تأمين المرافق النووية والأمن الغذائي ووصول أوكرانيا إلى موانئها وإطلاق سراح جميع أسرى الحرب وعودة الأطفال المرحلين من أوكرانيا في المقابل قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عقب المؤتمر إن هذه المواضيع الثلاثة تمثل الحد الأدنى من الشروط للمفاوضات مع روسيا في إشارة إلى مجالات الخلاف الأخرى بين كييف وموسكو التي سيكون من الصعب التغلب عليها من جانبها أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين بما أنجز في المؤتمر ورأت أن السلام في أوكرانيا بات أقرب مستدركة أن السلام الحقيقي لن يتحقق بخطوة واحدة وأن الطريق إلى ذلك يتطلب الصبر والتصميم وشجبت فون ديرلاين مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة يوم الجمعة الماضي عشية المؤتمر قائلة إنها ليست مقترحات سلام وإن بوتين ليس جادا لأنه يصر على استسلام أوكرانيا ورفض مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أول من أمس اقتراح السلام الذي قدمه بوتين ووصفه بأنه غير معقول قائلا إن تلبية مطالب موسكو ستجعل كييف أكثر عرضة لمزيد من العدوان وأشار سوليفان إلى أنه بمقتضى مقترحات بوتين فإنه لا يتعين على أوكرانيا فقط أن تتخلى عن الأراضي التي تحتلها روسيا حاليا بل يتعين على أوكرانيا أن تترك المزيد من الأراضي الأوكرانية ذات السيادة وأشار إلى أن كييف ستكون ملزمة أيضا بنزع سلاحها بموجب الاقتراح الروسي بحيث تكون عرضة لعدوان روسي في المستقبل وخلص المسؤول الأميركي إلى أنه لا يمكن لأي دولة مسؤولة أن تقول إن هذا أساس معقول للسلام مضيفا أن روسيا تتحدى ميثاق الأمم المتحدة وتتحدى الأخلاق الأساسية وتتحدى المنطق السليم مبادرة بوتين وقبل مؤتمر السلام في أوكرانيا كان بوتين عرض يوم الجمعة الماضي ما قال إنها مبادرة سلام طالب فيها بـانسحاب القوات الأوكرانية من كامل أراضي مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون بحدودها الإدارية حين كانت في أوكرانيا إضافة إلى تعهد أوكرانيا بالحياد وعدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي ناتو وإنهاء النازية وشدد على أنه لا يمكن تحقيق السلام وحل الأزمة الأوكرانية من دون حوار صادق مع روسيا محذرا من أن الشروط الروسية ستتغير في حال رفض عرضه الحالي وفقا للأوضاع العسكرية على الأرض التي تسير بشكل واضح لمصلحة بلاده بحسب رأيه ووصف بوتين مؤتمر السلام في أوكرانيا بأنه خدعة لتشتيت انتباه الجميع وفي ظل إشارة كثير من الوفود المشاركة في المؤتمر إلى ضرورة إشراك روسيا في المفاوضات حدد زيلينسكي في ختام المؤتمر شروطا لبدء مفاوضات السلام معها وقال يمكن لروسيا أن تبدأ المفاوضات معنا غدا من دون انتظار أي شيء إذا انسحبت من أراضينا المشروعة ولكنه أشار إلى أن روسيا وقيادتها ليستا مستعدتين لسلام عادل بيسكوف أي محادثات جدية ليس لها أي مستقبل من دون حضور روسيا من جانبها أعادت روسيا التشكيك في شرعية زيلينسكي ورغبته في التوصل إلى حلول إذ شدد المتحدث باسم الكرملين دمتتري بيسكوف على أن بوتين لا يرفض إمكانية إجراء مفاوضات على النحو المنصوص عليه في دستور البلاد في إشارة إلى أن أوكرانيا يجب أن تعترف بسيادة روسيا على مقاطعات دونيتسك ولوغانسك الخاضع جزء منهما لسيطرة أوكرانيا في الوقت الحالي في تكرار لما جاء في تصريحات بوتين الجمعة الماضي وقال بيسكوف إن على القيادة في كييف التفكير في سحب القوات من شرق وجنوب أوكرانيا من أجل تمهيد الطريق لمحادثات السلام وإضافة إلى إخفاق أوكرانيا والغرب في كسب تأييد بلدان الجنوب العالمي كشفت تصريحات بيسكوف أن بلاده تراهن على الأوضاع الميدانية فقد أشار في تصريحاته إلى أن التطور الحالي للوضع على الجبهة يظهر لنا بوضوح أن الأمر يزداد سوءا بالنسبة للأوكرانيين وفي دفاع عن مقترحات بوتين رفض وصف المقترحات بأنها إنذار وخلص إلى أنها مبادرة سلام تأخذ في الاعتبار الحقائق على الأرض مشددا على أن روسيا ستدافع عن مصالحها وستحقق أهدافها العسكرية في أوكرانيا بكل الوسائل الممكنة وعن مؤتمر السلام في أوكرانيا قال بيسكوف للصحافيين أمس إذا تحدثنا عن نتائج هذا الاجتماع فهي قريبة من الصفر مضيفا أن العديد من المشاركين فيه يدركون أن أي محادثات جدية ليس لها أي مستقبل من دون حضور روسيا وبحسب بيسكوف فإن بوتين لا يزال منفتحا على الحوار وإجراء محادثات جادة وجوهرية تباعد كبير في المواقف بين روسيا وأوكرانيا وشروط الدخول في مفاوضات للحل وتكشف تصريحات الطرفين الروسي والأوكراني عن تباعد كبير في المواقف وشروط الدخول في مفاوضات للحل وفي حين كانت الكلمة العليا لأوكرانيا على الأرض في خريف 2022 ما شجع زيلينسكي على عرض صيغته للسلام يبدو أن روسيا باتت أكثر ثقة بقوتها على الأرض ما يدفعها إلى التمسك بمواقفها وطرح شروط إضافية وبعيدا عن التصريحات الغربية الداعمة لأوكرانيا والمنددة بالمواقف الروسية والداعية إلى حل وفق صيغة زيلينسكي عبر المستشار النمساوي كارل نيهامر عن رؤية أكثر واقعية ربما تختصر ما أنجز في المؤتمر بقوله يوم السبت الماضي إن عمليات السلام تستغرق وقتا وتعمل ملليمترا بعد ملليمتر ومن المؤكد أن العمل على تحقيق التوازن في البيان الختامي بين الإدانة الصريحة للغزو الروسي لأوكرانيا والصياغة التي تحظى بأكبر قدر ممكن من الدعم شكلت جزءا من لعبة شد الحبل الدبلوماسية ولكن للأحداث الميدانية على أرض المعركة في أوكرانيا كلمة الحسم الأولى

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح