مأرب ميدان النزال والحسم وصناعة النصر عبده سالم

81 مشاهدة
1 الأهمية الجغرافية والأجتماعية والحضاريةحين نتحدث عن مأرب من زاوية جغرافية لا يمكن عزلها عن موقعها كمركز قيادي واستراتيجي لما يعرف بـالمشرق اليمني ومرجعية قبلية كبرى لـمذحج وعاصمة حالية لإقليم سبأ الذي يضم محافظات مأرب الجوف والبيضاء لكن مأرب ليست مجرد موقع جغرافي أو كيان إداري فهي روح حضارة وسجل لأصل نساني عريق إنها بإختصار آية في كتاب الله العزيز بلدة طيبة ورب غفور ومشهد من نبوءة نبي الله سليمان وموطن العرش والسد وجذور المجد السبئي هي مهد حضارة سبأ وأصل قحطان وراية مذحج وعمق اليمن الشرقي الذي شكل عبر التاريخ بموروثه الحضاري والأسلامي خط الدفاع الأول في وجه المشروع الإمامي بنسختيه المذهبية المتعصبة والسلالية المتعالية لاسيما وأن الإمامة كانت كيانا دخيلا على اليمن وعبرت باستمرار عن عداء واضح لكل مفردات الهوية اليمنية من سبأ إلى قحطان ومن معين إلى حمير حتى أن الإمام يحيى حميد الدين كما يروى كان يحمل كراهية دفينة لمسمى سورة سبأ متمنيا لو لم يكن هذا المسمى في المصحف الشريف في تعبير فاضح عن نزعة طمس للتاريخ اليمني بما فيه من موروث حضاري وإسلامي سابق لعصر إمامة الهادي وكأن اليمن لم يولد الا بمجيئه الى صعدة الإنسانيحمل الإنسان في مأرب ملامح الإنسان اليمني الشرقي بأمتياز فهو يقظ حذر متحفز على الدوام كما وصفه الروائي الأستاذ محمود ياسين هذه السمات لم تكن طارئة بل تشكلت عبر تراكم زمني منذ انفجار سد مأرب العظيم وما تبعه من سيول مفاجئة وغزوات مباغتة من صحارى مفتوحة خلقت إنسانا شديد الحذر والانتباه لأي خطر قادم من هنا او هناك وحتى لا يؤخذ على حين غرة الصحراءتحيط بمأرب مساحات شاسعة من الصحارى المنبسطة ما يجعلها جغرافيا عصية على الاجتياح خاصة من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية القادمة من الجبال والكهوف فقد ثبت أن البيئة الصحراوية المفتوحة لا تلائم طبيعة قتالهم وأن هذه المساحات الصحرواية يمكن أن تبتلعهم دون ان تبقي لهم أثرا ومع ذلك لم يكن اندفاع الحوثيين نحو مأرب محض مغامرة بل خضع لحسابات اقتصادية بحتة بدفع من شركات نفط إيرانية كانت تطمح للسيطرة على ثروات مأرب من النفط والغاز كمقدمة للوصول إلى حضرموت كان منسق هذا التوجه هو ما عرف بـإيرلو السفير الإيراني لدى الحوثيين والذي لم يكن في حقيقته سوى سمسار نفطي يعمل لصالح ثلاث شركات إيرانية كبرى مولت جانبا من المعركة طمعا في عقود استثمارية ضخمة بعد سقوط مأرب الأهمية الكفاحيةلمأرب سجل نضالي ضارب في عمق التاريخ حيث كانت دوما في طليعة القوى التي واجهت المشروع الإمامي وأسهمت بفاعلية في تقويضه وقد أشار الباحث اليمني بلال الطيب في دراسته مأرب تاريخ من الرفض إلى أن الإمام يحيى حميد الدين بعد استلامه الحكم عام 1904 حاول مد سلطته إلى الجنوب والشرق لكن مأرب والجوف تصدتا له بتحالف قبلي ضم أيضا أمير بيحان الهبيلي فشكل هذا التحالف سدا منيعا أمام التوسع الإمامي لم تكن مأرب مجرد ممر للمقاومة بل كانت في صدارة الفعل الثوري ففي عام 1948 دوى صوت الشهيد الشيخ علي ناصر القردعي برصاصته التي أنهت حياة الإمام يحيى وأسقطت رأس الحكم الكهنوتي في لحظة كانت بمثابة الشرارة الأولى على طريق ثورة 26 سبتمبر 1962 وفي عام 1957 سطرت قبائل صرواح ملحمة جديدة حين أطلقت انتفاضة مسلحة ضد الإمام أحمد حميد الدين ورغم أنها لم تكلل بالنجاح إلا أنها جسدت مجددا روح التمرد الكامنة في وجدان أبناء مأرب تلك الروح التي لم تخمد قط لا في وجه الإمام يحيى ولا في وجه وريثه أحمد لقد كانت مأرب جمهورية بالهوى والانتماء حتى قبل أن يعلن النظام الجمهوري رسميا وعندما اندلعت ثورة 26 سبتمبر كانت في مقدمة الحواضن الشعبية للثوار واحتضنت الجيش الجمهوري بقيادة الشهيد علي عبد المغني وقاتلت معه ببسالة حتى ارتفعت رايات الجمهورية على رمالها وجبالها وفي لحظات مفصلية مثل حصار السبعين يوما في صنعاء حاولت فلول الإمامة الالتفاف على العاصمة من الشرق لكن قبائل مأرب تصدت لهم وخاضت معارك ضارية أسهمت في فك الحصار وإنقاذ الجمهورية من السقوط يتبع

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح