ليلة التخلي عن النظافة

٤٥ مشاهدة
هذه المقالة كان موعد نشرها 28 رمضان، إلا أن فرحة نجاح تنظيم ليلة 27 رمضان التي ازدحم فيها المصلون، والمعتمرون، ازدحاماً بلغ تعدادهم الملايين دفعني للتريث في نشر المقالة.
في تلك الليلة، تناقلت وسائل التواصل لقطات مشينة لمخالفات المعتمرين والزوّار والراغبين بالقيام والتهجد، ففي تلك الليلة التي يتنادى فيها المسلمون بيقين أنها ليلة القدر تزداد كثافة المصلين، ففي هذا العام تجمّع أكثر من مليوني مصلٍ، ومعتمر، ملأوا زوايا وأركان البيت الحرام، وتمددت الأعداد إلى الشوارع المحيطة بالمسجد إلى مسافات شاسعة، كانت ليلة روحانية بامتياز، تلك الأعداد الكبيرة تجمّعت، وتناثرت في مساحات مختلفة، فالجميع جاء للتعبّد، وطلب المغفرة من رب العالمين.
ومن المفترض أن الإقبال على الله يستوجب مراعاة التعاليم الدينية كقيم قبل أن تكون شعائر، فالدين اهتم بكل التفاصيل الحياتية التزاماً، وتطبيقاً، وحين يقال إن الأعم من المسلمين يطبّق الشعائر، وينسى القيم الرئيسية المبنية عليها كل الشعارات التعبدية.. ولو أخذنا قيمة النظافة، وإماطة الأذى، والترفع عن إيذاء المصلين، أو العابرين لما رأينا تلك المناظر المستخفة بالمكان، والمصلين، وبالناس أجمعهم والتي لم تحترم أنظمة البلد الذي سخّر كل إمكاناته لخدمتهم وراحتهم برعاية وحرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
فما خلّفه المعتمرون والزوار من نفايات (أوساخ) مادية توازي الأعداد المتعبدة في تلك الليلة التي جاءوا فيها طلباً للرحمة والمغفرة.
وإذا كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فما أحدثه المعتمرون والزوار من (أوساخ) في أماكن التعبد يعد فعلاً منكراً في الحد الأدنى من التقييم السلوكي، والمضاد لمفردة (نظافة) يتعدد ليصل إلى أنه رجس، ومن تلك المضادات للنظافة: دنس، أو نجاسة، وإذا تتبعنا المعاني لِمَ حدث من إلقاء الأوساخ في كل مكان سوف نصل لمعنى الرجس، وهي مفردة شديدة الوطأة على قلب المسلم، فهل يقبل المعتمر أن يفعل الرجس وهو الذي جاء للتعبّد، وطلب المغفرة؟
وغياب مفهوم المحافظة على النعم، وتقديرها بما هي أهل لها، يدخل أيضاً من باب كفر النعمة.
وإزاء هذا الفعل (إلقاء الأوساخ) المتكرر في الزيارات الموسمية للحرمين الشريفين، فذلك

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح