ليبيا الألغام قنبلة موقوتة تهدد الحياة

٦٩ مشاهدة
بعد أربعة أعوام على انتهاء الحرب الدامية حول السيطرة على طرابلس بين القوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية وقوات المشير خليفة حفتر لا يزال الليبيون يواجهون خطرا يهدد حياتهم بشكل يومي ويتمثل بمخلفات الحرب من ذخائر وألغام غير منفجرة وقتل كثيرون في انفجار مثل هذه الذخائر في ضواحي العاصمة بعدما عادوا إلى منازلهم إثر انتهاء الحرب بينهم الطفل محمد صالح فرحات 10 أعوام الذي خرج ذات يوم الساعة 11 برفقة اثنين من أصدقائه ليلعب في الباحة الخلفية لمنزله والتقطوا جسما معدنيا من حائط المنزل قاموا بطرقه على الأرض لبضع دقائق قبل إغلاقه بعيدا فانفجر لحظة ارتطامه بالأرض سقط محمد مضرجا بالدماء وركض صديقاه هاربين من دون معرفة ما الذي حدث كانا يجريان والدماء تسيل من أجزاء مختلفة من جسديهما إلى أن التقى بهما شخص نقلهما إلى المستشفى ويروي همام 12 عاما من قسم إيواء الأطفال في مصحة في طرابلس حيث يتلقى العلاج وجدنا قطعة معدنية في حائط المزرعة ظننا أنها قطعة خردة إلى أن مر بنا جار وطلب منا رميها لأنها قذيفة رميناها بخوف وبعد ثوان سمعنا انفجارا قويا وسقطنا على الأرض يضيف همام الذي يضع ضمادات في أماكن مختلفة من جسمه وقد تسببت شظية بتضرر أعصاب قدميه لم نفهم أنها ذخيرة سلاح يتابع بحزن أنا آسف لن نلعب هناك مرة أخرى يرقد قربه شقيقه ليث الذي يصغره بعام وهو يتلقى العلاج من إصابة طفيفة ويقول لم نكن نتوقع كنا نلعب فقط بين إبريل نيسان 2019 ويونيو حزيران 2020 شن حفتر هجوما عسكريا للسيطرة على العاصمة الليبية لكن قواته انسحبت من دون تحقيق هدفها وبحسب تقرير لوزارة الخارجية الأميركية قامت قوات مجموعة فاغنر المدعومة من الكرملين والداعمة لقوات حفتر في الحرب بزرع ألغام أرضية أثناء انسحابها من ضواحي طرابلس كما أن قوات موالية لحفتر تركت عبوات ضمن ألعاب أو أواني طهي وتنتشر هذه المخلفات في مناطق جنوب طرابلس يقطنها أكثر من نصف مليون شخص من أصل ثلاثة ملايين هو العدد الإجمالي لسكان العاصمة ويرى صالح فرحات 42 عاما والد محمد أن المنطقة التي يقطنون فيها باتت منكوبة مطالبا بتكثيف الجهود لتنظيف رقعة جغرافية سكانية واسعة من مخلفات الحرب والألغام التي تهدد سكان جنوب طرابلس ويقول الأب لخمسة أطفال من باحة منزله حيث وقع الانفجار شهدت هذه المنطقة اشتباكات ومعارك عنيفة منذ عام 2011 ونسمع بين الحين والآخر عن تعرض أحد الجيران لبتر طرف نتيجة انفجار مفاجئ يتابع بحسرة لم تقم الدولة بالجهد الكافي لنزع ورفع الألغام والمخلفات أنا أب مكسور لدي ابن وحيد وأربع بنات أشعر بالحزن العميق لإصابة ابني الخطيرة ومنذ سقوط نظام الزعيم معمر القذافي في 2011 تشهد ليبيا فوضى عارمة وتحكمها حكومتان واحدة في الغرب برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأخرى في الشرق مدعومة من البرلمان الليبي وخليفة حفتر وسمحت إدارة المصحة الخاصة لوكالة فرانس برس بالدخول إلى قسم العناية الفائقة حيث يتواجد محمد الذي يبدو في حالة ذهول وصدمة بينما رأسه مغطى بلفافة طبية بيضاء ويقول الفريق الطبي المتابع لحالة محمد إن شظايا عدة أصابت جسده لكن الشظية الأخطر استقرت في دماغه وحالته مستقرة الآن لكنه سيحتاج إلى برنامج علاجي طويل ومكثف ويناشد عضو بلدية أبو سليم في منطقة طرابلس الصديق العباسي جميع الأطراف المعنية بتوفير المعدات التقنية الحديثة لإعادة مسح المنطقة المنكوبة من مخلفات الحرب لأن الأمر يجعل السكان خائفين وحياتهم في خطر ويؤكد العباسي أن أبو سليم من أكثر المناطق التي تضررت في الحرب الأخيرة إذ تسببت الاشتباكات العنيفة في انتشار واسع لمخلفات الحرب وأبو سليم هي إحدى بلديات طرابلس الست وتقع في الجزء الجنوبي للعاصمة وشهدت عمليات عسكرية مكثفة في الحرب الأخيرة وأعلن المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام في مطلع مايو أيار الماضي عن خطط مشتركة لتطوير مكافحة الألغام بالتعاون مع مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام لأغراض إنسانية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وسبع منظمات غير حكومية ووفقا للأمم المتحدة نجحت ليبيا في تنظيف حوالي 36 في المائة من الأراضي الخطرة التي تم تحديدها إلا أن حوالي 436 مليون متر مربع لا تزال ملوثة وأصيب أو قتل أكثر من 400 شخص في حوادث مرتبطة بذخائر غير منفجرة منذ انتهاء الحرب وسجلت 35 من تلك الحوادث العام الماضي فقط وكان من بين ضحاياها 26 طفلا واعتبرت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا فاطمة زريق أن هذه الأرقام لا تسلط الضوء على التحديات الخطيرة التي نواجهها فحسب بل تؤكد أيضا على الأهمية الحيوية للشراكات الدولية يمكننا تعزيز قدرات قطاع الأعمال المتعلقة بالألغام وضمان مستقبل أكثر أمانا للجميع تضيف أن تطوير استراتيجية ليبيا لمكافحة الألغام سيفضي في نهاية المطاف إلى تعظيم تأثير جهود الأعمال المتعلقة بالألغام وتقليل المخاطر التي تتعرض لها المجتمعات المحلية ووفقا لمسؤول بوزارة الدفاع الليبية فإن الاستقرار السياسي وحده من سيسمح في نزع كل مخلفات الحرب والألغام ويقول نعتقد أن سلطة تنفيذية موحدة تستطيع خلال فترة تتراوح بين 5 إلى 10 أعوام من الانتهاء من عمليات تطهير كل الأراضي الليبية من مخلفات الحرب فرانس برس

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح