لومومبا المدرجات قصة المشجع الذي خطف كاميرات كأس أفريقيا 2025
خطف المشجع الكونغولي، الملقّب بـ لومومبا، الأضواء في مدرجات كأس أمم أفريقيا 2025 لكرة القدم، ليس بهتافٍ صاخب أو زيّ تقليدي، بل بوقوفه المتواصل طيلة زمن المباريات، بذراعٍ مرفوعة من دون حركة، في مشهد تحدّى فيه الألم الجسدي برسالة صامتة تتجاوز حدود التشجيع التقليدي.
وفرض ميشيل كوكا مبولادينغا حضوره ظاهرةً لافتة وسط جماهير منتخب الكونغو، إذ يرفض الجلوس منذ صافرة البداية حتى النهاية، رغم الإرهاق الواضح الذي ينهك جسده. وجذب عدسات الكاميرات، واستحوذ على اهتمام الجماهير ووسائل الإعلام، ليصبح أحد أكثر مشاهد المدرجات تميزاً في البطولة القارية. وبرز المشجع الكونغولي بخاصّة خلال مواجهة الكونغو والسنغال في الجولة الثانية من كأس أمم أفريقيا 2025، حين تحولت المدرجات إلى مسرح موازٍ للملعب، وانتشرت صوره على نطاق واسع، بعدما ظل واقفاً طوال اللقاء، من دون أن يغيّر وضعيته، كأنه يخوض معركة شخصية ضد التعب، في صورة اختزلت معنى الإخلاص والانتماء بأبلغ تعبير.
وينحدر ميشيل كوكا مبولادينغا من جمهورية الكونغو الديمقراطية، بحسب موقع SNRT الناطق بالفرنسية، إذ اشتهر خلال كأس أمم أفريقيا 2025، بصفته واحداً من أكثر مشجعي منتخب بلاده تميّزاً في المدرجات، ويُعرف بلقب حفيد باتريس لومومبا، ويحرص على الظهور بلباس أنيق ونظارة وتسريحة شعر مدروسة، مستلهماً هيئته من الزعيم التاريخي الكونغولي، كما يلازم منتخب الفهود في جميع مبارياته، ويتبنّى أسلوب التشجيع الصامت القائم على الوقوف، دون حركة طوال اللقاء.
ولا يحمل اسم لومومبا بُعداً عابراً، بل يستحضر إرث باتريس إيمري لومومبا، أول رئيس وزراء في تاريخ الكونغو الديمقراطية بعد الاستقلال عام 1960، وأحد أبرز رموز التحرر في أفريقيا. مثّل لومومبا صوتاً واضحاً في وجه الاستعمار البلجيكي، حين قدّم خطاباً تاريخياً فضح فيه عقود القهر والاستغلال، ودعا إلى دولة تقوم على السيادة الوطنية والكرامة الإنسانية.
ووُلِد باتريس لومومبا عام 1925 في إقليم كاتانغا بجمهورية الكونغو الديمقراطية، وعُرف بقدرته على جمع مختلف الفصائل حول هدف واحد وهو استقلال بلاده، وعمل في شبابه موظفاً حكوميّاً وبائعاً، ما منحه فهماً واسعاً لمعاناة الشعب على الأرض، وأسس
ارسال الخبر الى: