لماذا لن يرتقي الحوثيون إلى عرش حزب الله

كتب/ هاني سالم مسهور
ليست المسألة مسألة انتصار عسكري ولا استعراض سياسي، فالحوثيون، مهما حاولوا، سيظلون عالقين في الهامش، مجرد أداة في يد طهران لا أكثر ولا أقل.
لا إيران تراهم كحزب الله آخر، ولا الشيعة الاثنا عشرية يعترفون بهم جزءًا من نسيجهم العقائدي، ولا حتى الحلفاء المحتملون داخل محور «المقاومة» يضعونهم في خانة الندّية. كل ما يحدث، وكل ما يسعون إليه، مجرد محاولات يائسة للفرار من مصيرٍ محكوم مسبقًا.
في بيروت، وبين مواكب الحزن الرسمي على حسن نصر الله، ظهر الحوثيون بأكثر صورهم هشاشة، متذللين، متملقين، يطلبون الاعتراف حتى في حضرة الموت.
المقاطع التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن مجرد صدفة عابرة، بل كانت انعكاسًا لحقيقة مرّة: الحوثيون غرباء حتى بين أبناء المحور الذي يرددون شعاراته. في لحظة الحقيقة، لم يُنظر إليهم كشركاء، بل كأدوات، كوافدين غير مرغوب فيهم.
وفي المقابل، جاءت ردود الفعل من اللبنانيين والعراقيين والسوريين وحتى الإيرانيين مليئة بالازدراء والسخرية. نظرات اللبنانيين إلى وفد الحوثي، الامتعاض الظاهر على الوجوه، وحتى التعليقات الساخرة على منصات «إكس» و«فيسبوك»، كلها تؤكد أن هناك فجوة لا يمكن ردمها. «الحوثيون ليسوا حزب الله، ولن يكونوا».
كلما حاول الحوثيون إثبات ولائهم لإيران، اصطدموا بجدار العقيدة. لا يمكن لمذهبهم الزيدي أن يندمج في بنية التشيع الاثنا عشري الذي يحكم إيران والعراق ولبنان.
الخلاف ليس هامشيًا، بل جوهري في تصور السلطة الدينية. الزيدية ترى أن الإمامة ليست غائبة، بل موجودة ومتسلسلة، وهي هنا متمثلة بعبد الملك الحوثي نفسه، الذي يمنح نفسه شرعية أعلى حتى من شرعية ولي الفقيه في طهران.
هذا الخلاف العقائدي كان ولا يزال سببًا في النظرة الدونية التي تتعامل بها المؤسسة الدينية الإيرانية مع الحوثيين. فهم، في نظر رجال الدين في قم والنجف، مجرد فرقة منشقة لا تستحق الاعتراف الكامل، لكنها مفيدة كأداة ضغط سياسي وعسكري.
وحتى في المشهد العام داخل المحور، فإن الحزب الحاكم في العراق والمليشيات العراقية ترى الحوثيين أقلية دخيلة، وليسوا جزءًا أصيلًا من المشروع الإيراني.
لطالما
ارسال الخبر الى: