لماذا لا نرى من المشاريع إلا مشروع العسكرة

76 مشاهدة
alt="لماذا لا نرى من المشاريع إلا مشروع العسكرة؟"/>
محمد عبد الله المارم

حين تنظر إلى واقع بلادنا اليوم، لا ترى سوى الانهيار: فكل شي منهار تماما لا تنمية، لا خدمات، لا بنية تحتية. كل المشاريع الحياتية مجمدة أو ميتة باستثناء مشروع واحد يمضي بثبات لا يعرف التوقف: الا هو مشروع ((العسكرة))

فخلال فترات متقاربة نسمع عن افتتاح معسكر جديد، أو تشكيل لواء تحت مسميات مختلفة من (( عمالقة إلى حزام أمني وقوات خاصة ونخب واليوم قوات الطوارئ و درع الوطن )) وغيرها من هذه المسميات التي تتزايد يومًا بعد يوم في مشهد يُشبه سباقًا مفتوحًا نحو التسلّح دون هدف او رؤية واضحة .

وفي المقابل غياب لكل ما له صلة بالحياة من المشاريع الخدمية فالمدارس مغلقة أو شبه مشلولة والمستشفيات تفتقر لأبسط الضروريات والعملة تنهار والاقتصاد في غرفة الإنعاش ومعاناة الناس تتضاعف كل يوم.

بات من الواضح أن التنمية لم تعد أولوية لدى صُنّاع القرار لم يعودوا يرون في التنمية أمرًا يستحق الاهتمام وكأن حياة الناس لم تعد تعني شيئًا في مقابل استعراضات القوة وتقاسم الولاءات العسكرية
ولعلّ صُنّاع القرار ( التحالف و *بعض* مجلس الرئاسة) قد غاب عنهما أن بناء الأوطان لا يكون بالمعسكرات فقط بل بالخدمات الأساسية والتنمية ومشاريع تُعيد الروح لهذا الوطن المنهك.

تبحث عن مشروع خدماتي فلا تجد،
تسأل عن خطة إصلاح فلا ترى أثرًا
تنظر فلا تجد كهرباء، ولا تعليم، ولا حتى مركزًا صحيًا بسيطًا.
وكأن هذا الوطن يُدفن حيًّا تحت الأطقم العسكرية وتحت دخان التدشينات الفارغة، وسط إهمال واضح لا تفسير له إلا غياب الضمير.

لا أحد يُنكر أن البلاد بحاجة إلى الأمن، فهو ركيزة الاستقرار وأساس بناء الدولة.
لكن الأمن لا يُصنع بكثرة المعسكرات وحدها؛
فالأمن الحقيقي يبدأ بإنعاش الاقتصاد وترسيخ قيم العدالة والنظام، وتوفير الخدمات الحيوية الأساسية من مدارس ومستشفيات وكهرباء وبناء الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته، في ظل عدالة تسود الجميع.

أما أن تتحول البلاد إلى مربعات أمنية تُقام فيها المعسكرات

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سما نيوز لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح