لماذا علقت بريطانيا تبادل الاستخبارات مع أمريكا
24 مشاهدة
كشفت مصادر مطلعة لـ CNN أن بريطانيا علقت منذ أكثر من شهر مشاركة معلومات استخباراتية بشأن السفن المشتبه في تهريبها للمخدرات في منطقة الكاريبي مع الولايات المتحدة لأنها لا ترغب في أن تكون متواطئة في الضربات العسكرية الأمريكية إذ تعتقد أن تلك الهجمات غير قانونية خطوة غير مسبوقة ويمثل القرار البريطاني خطوة غير مسبوقة وانقساما كبيرا عن أقرب حلفائها وشركائها في تبادل المعلومات الاستخباراتية ويعكس تنامي الشكوك بشأن شرعية الحملة العسكرية الأمريكية في منطقة أمريكا اللاتينية وفق ما أوردت CNN وعلى مدى سنوات كانت لندن تقدم دعما استخباراتيا للولايات المتحدة في تعقب السفن المشتبه بنقلها للمخدرات مستفيدة من أقاليمها المنتشرة في منطقة الكاريبي كمواقع لجمع المعلومات ما مكن خفر السواحل الأمريكي من اعتراض تلك السفن وتوقيفها وتفتيشها واعتقال طواقمها ومصادرة شحناتها وفقا للمصادر وكانت المعلومات ترسل عادة إلى القوة المشتركة بين الوكالات في الجنوب وهي قوة مقرها فلوريدا تضم ممثلين من عدة دول شريكة وهدفها الحد من تجارة المخدرات وحسب المصادر فإن بريطانيا بدأت تشعر بالقلق بعد أن شرعت الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي في تنفيذ ضربات مميتة ضد تلك القوارب خشية أن تستخدم المعلومات البريطانية في اختيار الأهداف انتهاك القانون الدولي ويعتقد مسؤولون بريطانيون أن الضربات الأمريكية التي أودت بحياة 76 شخصا تنتهك القانون الدولي وأفصحت المصادر أن وقف التعاون الاستخباراتي بدأ منذ أكثر من شهر وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك اعتبر أن تلك الضربات تخالف القانون الدولي وتعد عمليات قتل خارج نطاق القانون وهي وجهة نظر تشاركها المملكة المتحدة وفقا للمصادر وذكرت المصادر أنه قبل أن تبدأ القوات الأمريكية في قصف القوارب في سبتمبر كانت عمليات مكافحة تهريب المخدرات تدار عبر أجهزة إنفاذ القانون وخفر السواحل الأمريكي إذ كان ينظر إلى أعضاء العصابات والمهربين كمجرمين لهم حقوق قانونية وإجراءات قضائية وهو ما كانت بريطانيا مستعدة للتعاون بشأنه لكن إدارة الرئيس دونالد ترمب ترى أن من حق الجيش الأمريكي قتل المهربين المشتبه بهم لأنهم يشكلون تهديدا وشيكا للأمريكيين وأنهم مقاتلون أعداء في نزاع مسلح مع الولايات المتحدة وذلك وفقا لمذكرة أرسلتها الإدارة إلى الكونغرس شرعية الحملة العسكريةوصنف ترمب عددا من عصابات المخدرات كمنظمات إرهابية أجنبية وأكد البيت الأبيض مرارا أن تحركات الإدارة تتوافق تماما مع قانون النزاعات المسلحة لكن خبراء في القانون الدولي يؤكدون أن قانون النزاعات المسلحة يسري أيضا على المدنيين العاملين في تهريب المخدرات وأن تصنيف جماعة على أنها منظمة إرهابية أجنبية لا يجيز تلقائيا استخدام القوة المميتة ضدها وأفادت الشبكة الأمريكية بأن عددا من القوارب التي استهدفتها القوات الأمريكية كانت ثابتة أو تحاول التراجع عند ضربها ما يضعف مزاعم الإدارة بأنها كانت تشكل تهديدا وشيكا لا يمكن التعامل معه بوسائل قانونية أو عبر الاعتقال وأبدى مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأمريكية شكوكا بشأن شرعية الحملة العسكرية فقد عرض قائد القيادة الجنوبية الأمريكية الأدميرال ألفين هولزي استقالته خلال اجتماع متوتر الشهر الماضي مع وزير الدفاع بيت هيجسيث ورئيس هيئة الأركان المشتركة بعد أن طرح تساؤلات حول قانونية الضربات وفقا لمصادر CNN ومن المقرر أن يغادر هولزي منصبه في ديسمبر القادم بعد عام واحد فقط من توليه القيادة
ارسال الخبر الى: