لماذا التصهين اللا شعوري أخطر من التصهين الشعوري

644 مشاهدة

تنبع خطورة التصهين اللا شعوري من كونه خفياً ومستتراً إلى حدٍّ لا يدرك معه المصابون به حقيقة موقفهم، إذ يعيشون وهم العداء للصهيونية بينما هم في الواقع يتحركون في الاتجاه الذي يخدم مصالحها.

هذا التناقض بين الشعور والممارسة جعل من التصهين اللاشعوري أداةً أكثر فاعلية في خدمة المشروع الصهيوني من التصهين الشعوري نفسه، لأن الأول يُمارس تحت لافتة المقاومة ويُقدَّم على أنه دفاع عن الدين أو الأمة، وهكذا نجحت أمريكا في توسيع رقعة التصهين اللاشعوري داخل المجتمعات الإسلامية، بالتوازي مع توسيع رقعة عدوانها العسكري والسياسي عليها.

عندما قررت أمريكا احتلال العراق عام 2002م، كانت تدرك تمامًا افتقارها لأي شرعية قانونية أو أخلاقية، وأن ذلك سيؤدي حتمًا إلى نشوء مقاومة عراقية مسلحة تحظى بتأييدٍ واسعٍ على المستويين العربي والدولي. كما كانت تدرك وجود دولٍ مجاورة كإيران وسوريا مستعدة لتقديم الدعم العسكري واللوجستي لتلك المقاومة.

ومع ذلك، مضت أمريكا في مشروعها وهي واثقة من قدرتها على احتواء تبعاته، مستندةً إلى ظاهرة التصهين اللاشعوري داخل أوساط الجماعات الإسلامية، والتي كانت كفيلة بـ إعادة توجيه حالة الغضب الشعبي الناتجة عن احتلال العراق نحو خصوم أمريكا في المنطقة بدلًا من مواجهتها هي.

لذلك، لم يكن غريبًا أن تجتمع في قطر مفارقة لافتة؛ فهي من جهة القاعدة العسكرية الرئيسية التي انطلق منها العدوان الأمريكي على العراق عبر القواعد المنتشرة على أراضيها، ومن جهة أخرى المنبر الإعلامي للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي من خلال قناة الجزيرة, تلك الازدواجية لم تكن صدفة، بل جزءًا من استراتيجية إدارة الوعي وإعادة توجيهه.

يومها كنا نشاهد الضباط الأمريكيين يديرون العمليات العسكرية لاحتلال العراق من الأراضي القطرية، ونرى الطائرات والسفن الحربية التي كانت تقصف العراق وهي تنطلق من مطارات قطر وموانئها, وفي نفس الوقت كنا نشاهد يوسف القرضاوي، وعلى بُعد خطوات قليلة من قاعدة العديد الأمريكية، يظهر على قناة الجزيرة بصفته “الأب الروحي للمقاومة العراقية”، لا ليدعو الأمة إلى مواجهة الاحتلال الأمريكي، بل ليُحرّضها ضد الشيعة المسحوقين من نظام صدام، بحجة انهم

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد الحربي لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح