لماذا غاب ذكر الاحتلال البريطاني عن خطاب العليمي في ذكرى الاستقلال

خاص _ المساء برس|

أثار خطاب رئيس المجلس الرئاسي الموالي للتحالف، رشاد العليمي، في مناسبة الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال، موجة واسعة من الاستياء بين اليمنيين، بعدما تجنّب الإشارة صراحةً إلى “الاحتلال البريطاني” الذي رحل عن جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967.

واكتفى العليمي بتوجيه التهاني للشعب اليمني دون التطرق إلى الحقبة الاستعمارية البريطانية أو جرائمها، وهو الموقف ذاته الذي ظهر في بيان عضو المجلس الرئاسي عبدالرحمن المحرمي، ما فتح الباب أمام تساؤلات كبيرة لدى اليمنيين حول أسباب هذا التجاهل.

وبرغم أن مناسبة عيد الجلاء ترتبط بشكل مباشر برحيل آخر جندي بريطاني عن عدن بعد احتلال استمر 128 عاماً، شهدت خلاله البلاد انتهاكات واسعة ومقاومة شعبية طويلة، إلا أن العليمي أغفل هذه المحطات التاريخية تماماً، وفضّل التركيز في خطابه على ملفات وقضايا أخرى لا تمت بصلة مباشرة إلى المناسبة الوطنية، وفق ما لاحظه المتابعون.

ويرى محللون أن تغييب ذكر الاحتلال البريطاني في خطابات قيادات المجلس الرئاسي ليس أمراً مفاجئاً، معتبرين أنه ينسجم مع مواقف تلك القوى خلال العامين الماضيين، إذ تجنبت إدانة الهجمات البريطانية والأمريكية على اليمن، والتي أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية تحت ذريعة “حماية الملاحة الدولية”.

وتكتسب هذه الانتقادات مزيداً من الزخم في ضوء الزيارة التي قام بها قبل أيام وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هيمش فالوكنر، إلى عدن، وهي أول زيارة لمسؤول بريطاني بهذا المستوى منذ نحو سبع سنوات. ويرى مراقبون أن تزامن الزيارة مع قرب الاحتفال بذكرى طرد القوات البريطانية من جنوب اليمن يحمل دلالات رمزية واضحة، تعكس طبيعة العلاقة بين المجلس الرئاسي ولندن.

وبحسب البيانات الرسمية، فقد ركزت مباحثات فالوكنر مع مسؤولي الحكومة على ما وُصف بقضايا “تأمين الممرات الملاحية”، غير أن ناشطين ومراقبين يرون أن الهدف الفعلي يتجاوز ذلك، معتبرين أن بريطانيا تعمل على حماية مصالحها ومصالح حلفائها الأمريكيين والإسرائيليين في البحرين الأحمر والعربي، خصوصاً بعد العمليات التي نفذتها قوات صنعاء ضد سفن مرتبطة بإسرائيل خلال العامين