لماذا أوقف ترامب ضرباته على اليمن

343 مشاهدة
كان مفاجئا إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء من المكتب البيضاوي وهو يجلس بجانب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن الولايات المتحدة ستوقف الغارات على الحوثيين في اليمن بعد أن أبلغت الجماعة واشنطن بأنها لا تريد القتال بعد الآن وسنحترم ذلك وسنوقف الغارات هكذا وبدون مقدمات ولا تفاصيل قدم ترامب هذا الإعلان وكأنه انتصار شخصي له وللإدارة الأميركية عبر إجبار الحوثيين على ما يشبه الاستسلام وطلب وقف الغارات عليهم مقابل عدم استهداف السفن في البحر الأحمر وهو أمر ينفيه الحوثيون بل على العكس يستخدمون الأمر في المقابل وكأنه انتصار لهم عبر إجبار الأميركي على التخلي عن إسرائيل ووقف غاراته المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام قال في تصريحات لقناة المسيرة التابعة للجماعة عقب إعلان ترامب إنهم لم يقدموا أي طلب لأميركا لوقف الغارات بل نحن من تلقينا الطلبات والرسائل عبر سلطنة عمان خلال الأسابيع الماضية وهو تصريح يناقض ما قاله ترامب في البيت الأبيض لقد قالوا من فضلك توقف عن قصفنا وسنتوقف عن قصف السفن فوافقت وبين تصريحات ترامب المتباهية ورد الحوثيين وتأكيدهم مواصلة إسناد غزة الكثير من الأسئلة والنقاط التي تحتاج إلى فهم سياق هذا التوجه الأميركي في اليوم الـ52 للغارات غير المسبوقة على اليمن بدأت في 15 مارس آذار الماضي إذا ما نفذ الحوثيون تهديداتهم وردوا على الغارات الإسرائيلية فذلك يعني أننا أمام رد ورد مماثل وتصعيد إسرائيلي قادم قد يكون أشد عنفا تؤكد مصادر إعلامية منها سي أن أن وأخرى مقربة من جماعة الحوثيين تحدثت لـالعربي الجديد أن لقاءات عقدت في العاصمة العمانية مسقط جمعت بين مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف وبين وفد تفاوض الحوثيين برئاسة محمد عبد السلام على هامش المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران بدأت في 12 إبريل نيسان الماضي وهو ما يعني أن التوجه الأميركي لوقف هذه الغارات كان متوفرا منذ أسابيع لكن كان ينقصه الإخراج المناسب لإظهار الأمر وكأنه انتصار رغم أن هذا التدخل الأميركي في اليمن كان معدا له أن يدخل في مرحلة ثانية تتمثل في استهداف قادة الحوثيين بالطيران المسير وفق ما ذكر مسؤولون أميركيون لكن مقاومة الحوثيين وضرباتهم في البحر الأحمر أحبطت هذا الأمر ويبدو أن الكلفة الهائلة التي أنفقتها الإدارة الأميركية في غاراتها على اليمن قد أجبرت ترامب على إعادة التفكير جديا في جدوى هذا التدخل والبحث عن مخرج يوقف هذا الاستنزاف في الأموال الذي لا يحبذه الرجل فكان قرار وقف هذه الغارات سريعا رغم أن المقابل كان واقعا في الأصل إذ لم يستهدف الحوثيون أي سفينة تجارية في البحر الأحمر منذ وقت طويل وبالحديث عن الكلفة فقد خسرت الولايات المتحدة في اليمن نحو ثماني مسيرات قيمة كل واحدة 30 مليون دولار بخلاف طائرة إف 35 قيمتها كما أعلن 60 مليون دولار واليوم الأربعاء قال مسؤولان أميركيان إن مقاتلة أميركية من طراز إف 18 فقدت في البحر الأحمر بعدما انحرفت عن مدرج حاملة الطائرات هاري إس ترومان في ثاني حادث من نوعه خلال أسبوع حيث لم تتمكن الطائرة من التوقف بشكل صحيح بعد هبوطها على حاملة الطائرات بحسب ما قال المسؤولان وتبلغ كلفة المقاتلة الأميركية 60 مليون دولار أو أكثر ما يدعم هذا التوجه لترامب في الخروج سريعا من اليمن قبل أن يخسر ملايين أخرى من الدولارات الإعلان الأميركي جاء بعد ساعات قليلة من غارات إسرائيلية استهدفت مواقع حيوية وعسكرية ومنشآت نفطية ومراكز وقود ومحطات كهرباء ومصانع في محافظتي صنعاء وعمران كما أنها جاءت بعد عدوان أميركي إسرائيلي استهدف فجرا مصنع إسمنت باجل وميناء الحديدة غربي اليمن وكانت هذه الغارات بمثابة عقاب إسرائيلي عبر استهداف البنية التحتية اليمنية وتدميرها ردا على صاروخ الحوثيين صوب مطار بن غوريون في تل أبيب 4 مايو أيار الحالي وتدمير كل هذه المنشآت المدنية في بلد يعاني من حرب مدمرة منذ أكثر من عشر سنوات ويفتقر إلى خدمات مثل هذه المؤسسات المستهدفة يعني أن السكان ستتضاعف معاناتهم خصوصا الموجودين في مناطق سيطرة الحوثيين الكلفة الهائلة التي أنفقتها الإدارة الأميركية في غاراتها على اليمن أجبرت ترامب على إعادة التفكير جديا في جدوى هذا التدخل إسرائيليا شعرت حكومة الاحتلال بما يشبه الخديعة من ترامب ففي زخم الغارات الأميركية وبدء الاحتلال بضرب الحوثيين جاء هذا الإعلان الترامبي غير المفهوم بالنسبة لنتنياهو وحكومته وهو ما يؤكده مسؤول إسرائيلي رفيع لموقع أكسيوس الأميركي بأن الولايات المتحدة لم تخطر إسرائيل مسبقا بإعلان ترامب عن الهدنة مع الحوثيين ما يعني أن إسرائيل لم تهمش أميركيا فقط في هذا الاتفاق بل إنها غير مشمولة به وهو الأهم وهو ما يؤكده الحوثيون بأن الاتفاق يشمل وقف استهداف السفن الأميركية فقط في البحر الأحمر ما يعني أن الحوثيين لا يزال بمقدورهم استهداف السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وأيضا إطلاق الصواريخ والمسيرات على الأراضي الفلسطينية المحتلة المتحدث باسم الحوثيين أكد أن استهداف السفن الإسرائيلية مستمر حتى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بيان الخارجية العمانية الوسيط في هذا الاتفاق كان أيضا يفيد بمثل هذا حيث أكدت الاتفاق على أنه في المستقبل لن يستهدف أي من الطرفين الآخر بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب مما يضمن حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي وليس مفهوما ماذا يحصل بين ترامب ونتنياهو فإضافة إلى الاتفاق مع الحوثيين فقد أعلن الرئيس الأميركي أنه لن يتوقف في إسرائيل خلال زيارته للمنطقة الأسبوع القادم وهو إعلان له أهميته في توقيته ودلالته وإذا ما نفذ الحوثيون تهديداتهم وردوا على الغارات الإسرائيلية فذلك يعني أننا أمام رد ورد مماثل وتصعيد إسرائيلي قادم قد يكون أشد عنفا وإذا كانت غارات الثلاثاء على صنعاء وعمران قد دمرت خلال 15 دقيقة فقط كما تقول وسائل الإعلام العبرية أهم المنشآت المدنية في العاصمة اليمنية فذلك يعني أنه إذا ما استمر العدوان الإسرائيلي أكثر فقد يدمر كل المنشآت الخدمية ويعقد حياة اليمنيين أكثر وهو أمر لا يبدو أن الحوثيين يكترثون له فصورة الجماعة التي لا تهزم أهم من هذا الأمر

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح