لقاءات بجاية السينمائية 20 بعيدا عن التنافس وقريبا من الجمهور

رغم العقبات والمطبّات التي واجهتهم في الدورات 20، تمكّن أفراد جمعية بروجكسون السينمائية من التحدّي والمواجهة، محافظين على استقلاليتهم وتوجّههم الفني، انطلاقاً من رؤيتهم الفريدة للفن السابع. وهذا بتنظيمهم إحدى أهمّ الفعاليات السينمائية في الجزائر: لقاءات بجاية السينمائية، المحافِظة على استمراريتها وقوة بريقها، محتفظةً بعناصر جذب، من صنّاع هذا الفن ورواده في الجزائر، كما في الخارج.

تواصل هذا الحلم بتنظيم الدورة 20 (6 ـ 11 سبتمبر/أيلول 2025)، المُقامة كالعادة في المدينة الساحلية بجاية (230 كلم شرقي العاصمة)، في قاعة سينماتيك المميّزة، التي تطلّ على الميناء والبحر، بينما يقابل مدخلها ساحة قيدون المشهورة، وفيها فندق نجمة العريق، الذي عاش فيه الرئيس البرتغالي مانويل تكسيرا غوميز (1860 ـ 1941)، هرباً ممن أراد النيل منه في بلده.

ما يميّز الـلقاءات (يُديرها حكيم عبد الفتاح) عن غيرها من النشاطات السينمائية، إسقاط التنافس، للتخفيف على المشاركين، ووضعهم في مستوى متساو، بعيداً عن تقييم لجان تحكيم واختيار فائزين، وعن مبدأ التفضيل، ما وسّع الاستمتاع بالأفلام المعروضة، بفتح نقاشات عميقة وواسعة بين صنّاع الأفلام والجمهور، بعد العروض مباشرة، أو في اليوم التالي لكل عرض، بجلسة نقاش صريحة وجريئة بين المخرج والجمهور الحاضر بقوة دائماً، للنقاش والاستفسار.

ما بين وبين لمحمد لخضر تاتي افتتح الدورة هذه، بحضوره وفريق العمل: جزائريون يمتهنون التهريب لكسب لقمة العيش، على الحدود الجزائرية التونسية، ما ينتج مشاكل وعنفاً ومخاطر لا تنتهي، أفرزت معطيات كثيرة تقود إلى تركيبة المجتمع، وتُقدّم فهماً واضحاً للوضع العام.

جائزة علي معاشي لجزائريين واعدين أفلام معقولة تُبشِّر بمستقبل جيّد

برنامج الدورة ثريّ ومتنوّع: طاولات مستديرة ونقاشات وندوات تُقام في قاعات تاريخية قديمة بقصبة بجاية، التي يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من خمسة قرون. منها: المهن التقنية في السينما: بين الإبداع والدقة، والذكاء الاصطناعي والتقنيات السينمائية، والمسلسلات، واقع وآفاق، والأرشيف التي نظّمها المختص نبيل جدواني. كما شهدت الدورة نفسها النسخة الثانية للمنحة التي أطلقها الفنان سفيان زرماني (منحة زرماني)، التي تُقدّم مبلغاً مالياً