جنوب لبنان تشييع القتلى فرصة لتفقد المنازل المهجورة بسبب الحرب
٣٠ مشاهدة
منذ سبعة أشهر تشكل مراسم تشييع قتلى في جنوب لبنان جراء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله الفرصة الوحيدة لسكان ميس الجبل الحدودية لزيارة قريتهم المدمرة على ضوء هدوء مؤقت ينسقه الجيش اللبناني مع القوات الدولية تبدو ميس الجبل جنوب لبنان أشبه بساحة معركة فوق أنقاض مبنى رفعت لافتة كتب عليها لن تكسر إرادتنا وتضم البلدة المواجهة لمنطقة المنارة في شمال إسرائيل عددا كبيرا من مؤيدي حزب الله الذي نعى سبعة مقاتلين على الأقل من أبنائها من إجمالي 267 مقاتلا قتلوا منذ بدء تبادل إطلاق النار بينه وبين الجيش الإسرائيلي بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول أما سكانها النازحون فيستغلون الهدوء النسبي المؤقت الذي يسجل خلال مراسم تشييع لتفقد منازلهم والإتيان بأغراض لم يفكروا بحملها معهم عندما هربوا تحت وطأة القصف الإسرائيلي من دون أن يدركوا أن غيابهم عن منزلهم سيطول كل هذا الوقت أمام ركام منزله الذي لم ينج منه إلا خزان مياه بلاستيكي يقول عبد العزيز عمار 60 عاما لوكالة فرانس برس البيت سوي بالأرض موضحا أن منازل أهلي وأخي وابن أخي دمرت كليا ويضيف على هامش مشاركته الأربعاء في تشييع مقاتل من حزب الله قضى بنيران إسرائيلية كان المنزل يعني لنا كثيرا وكان فسيحا مع مساحات مريحة للأطفال في الخارج مضيفا أن طفلته الصغيرة تسأله دائما اشتقت للمنزل متى سنعود إليه بعد أسبوعين من بدء تبادل القصف عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل نزح عمار مع عائلته الى الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله ويقول يأتي الشخص إلى القرية للمشاركة في تشييع ولا بد أن يستغل الفرصة للاطمئنان إلى منزله لإلقاء نظرة عليه وإذا لم يكن مدمرا لأخذ أغراض يحتاجها في مكان إقامته وأوضح متحدث باسم القوات الدولية الموقتة في جنوب لبنان لفرانس برس أن الجيش اللبناني يبلغ اليونيفيل بمواعيد التشييع ومكانها وتعلم هي بدورها الجيش الإسرائيلي لتأمين بعض الهدوء في المنطقة في جنوب لبنان الكل هدف وشاهد مصور لفرانس برس عشرات المنازل المهدمة كليا أو جزئيا في القرية ومؤسسات متضررة ويقول عبد العزيز بتصميم عندما نرى شبانا يقدمون أرواحهم لا نسأل عن الحجر على مرأى من نقاط عسكرية في الجانب الإسرائيلي يشارك غالبا مئات من أهالي البلدات والقرى الحدودية في تشييع القتلى وغالبيتهم من مقاتلي حزب الله الذي ينظم مراسم عسكرية ويرفع راياته ويردد عناصره ومناصروه هتافات الولاء له بينما طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لا تفارق الأجواء في ميس الجبل شق موكب التشييع الأربعاء طريقه بين منازل مدمرة ومحال تبعثرت مقتنياتها وشاركت نسوة متشحات بالسواد في التشييع ووضع عدد منهن رايات حزب الله الصفراء حول أعناقهن وحملن صور الشهيد بعد التشييع أو قبله يستغل السكان الهدوء المفترض لجمع ما أمكنهم من مقتنيات منازلهم أو حتى مؤسساتهم التجارية أمام منزل مدمر جزئيا امتلأت شاحنة بمقتنيات نجت من القصف بينها غسالة وعربة طفل ودراجة نارية وكراس بلاستيكية ويقول عبد العزيز بغض النظر عما إذا كنت أحمل السلاح أم لا فإن مجرد وجودي في بلدتي يعني أنني هدف أمام الإسرائيلي مشيرا إلى مقتل أربعة مدنيين من عائلة واحدة خلال الشهر الحالي وليس الهدوء مضمونا دائما خلال التشييع وفق ما يقول سكان في الخامس من الشهر الحالي قتل مدني مع ابنيه 21 و12 عاما وزوجته بضربة إسرائيلية في ميس الجبل بينما كانت تقام مراسم تشييع ونقل تقرير إخباري محلي عن أفراد عائلة القتيل أنه كان استغل الهدوء المفترض خلال التشييع وأحضر شاحنة لإخراج سلع وبضائع من محل تجاري يملكه لكنه قتل مع عائلته 14 ألف منزل وتقول إسرائيل إنها تستهدف بنى تحتية ومقرات تابعة لحزب الله لكن آلاف الوحدات السكنية تضررت جزئيا أو كليا وفق السلطات اللبنانية في القصف الإسرائيلي وتعد القرى والبلدات الملاصقة للحدود مثل ميس الجبل والضهيرة وعيتا الشعب من المناطق الأكثر تضررا ولا يتمكن الصحافيون من الوصول بسهولة إلى هذه المناطق بسبب التصعيد المستمر وقد قتل وأصيب صحافيون في قصف إسرائيلي خلال تغطيتهم النزاع في مناطق حدودية ويقدر مجلس الجنوب وهو هيئة رسمية مكلفة مسح الأضرار عدد المنازل المهدمة كليا بـ1700 منزل تضاف إليها 14 ألف منزل متضرر ومنذ سبعة أشهر تخطت قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات مليار دولار وتلك التي طاولت مرافق البنية التحتية 500 مليون دولار وفق المصدر ذاته وتقول السلطات اللبنانية إن المسح النهائي للأضرار لا يمكن أن يحصل إلا بعد وقف إطلاق النار علما أن عملية دفع التعويضات دونها شكوك في بلد غارق بأزمة اقتصادية خانقة منذ أكثر من أربع سنوات وأسفر التصعيد عن مقتل 419 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 82 مدنيا وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية ويقول خليل حمدان 53 عاما الذي نزح من ميس الجبل إلى بلدة شقرا البعيدة عن الحدود خلال مشاركته في التشييع هذا الدمار لا يقدم ولا يؤخر طيلة حياتنا نقدم الشهداء وسنواصل البناء نتحمل كل المآسي وسنعود ونقف مجددا على أقدامنا فرانس برس