لبنان في مرمى المشروع الصهيوني معركة الوجود لا معركة السلاح

28 مشاهدة

| د. حامد أبو العز

ليس واهماً فحسب من يظن أن ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية هو جولة عابرة في سجالٍ عسكريٍ محدود، أو مجرد حملة تهدف إلى «نزع سلاح» المقاومة. إنما الواهم حقاً هو من يتخيّل أن هذا الشرق، الممتدّ بين المتوسط ودمشق، يمكن أن يُرسم له مستقبلٌ من دون أن تُخلع من فكه أضراس القوة وعيون الرفض. فالحملة الصهيونية المكثّفة على الجنوب، والمترافقة مع ضغطٍ أميركيٍ محكمٍ وإسنادٍ غربيٍ سياسيٍ وإعلامي، ليست سوى فصلٍ جديدٍ من مشروعٍ قديم، هدفه الحقيقي اقتلاع أسنان الدول المجاورة للأرض المحتلة، وتجريدها من القدرة على الرفض، تمهيداً لتفرد الكيان الإسرائيلي بالمنطقة، ككيان مارق فوق الجغرافيا وفوق القانون.

أولاً: المعركة على الوعي قبل أن تكون على السلاح

ما يُدار في لبنان ليس حرباً على قطعة سلاحٍ أو فصيلٍ بعينه، بل على فلسفة كاملة من الوجود المقاوم. الغرب يدرك أن السلاح يمكن أن يُعاد إنتاجه، لكن الروح إذا انكسرت لا تُستعاد. لذلك تُشنّ الحرب على صورة المقاومة، على شرعيتها الأخلاقية والوجدانية، حتى يُقنع اللبناني بأن مقاومته عبءٌ عليه لا درعٌ له. وهنا تتجلى براعة الحرب النفسية الصهيونية ـ الأميركية، قصف في الجنوب ورسائلُ في الإعلام ومؤتمراتٌ في العواصم، غايتها توحيد الرؤية في الخارج وإرباك الداخل حتى يصبح لبنان متردداً، عاجزاً عن التمييز بين الصديق والعدو، بين الخطر الوجودي والضغط التكتيكي.

إن من يراقب المشهد اليوم يرى بوضوح أن الهدف ليس تحييد صاروخٍ أو مخزنٍ، بل كسر إرادة المقاومة وخلخلة العلاقة بينها وبين بيئتها الطبيعية. إنها حربٌ على مفهومٍ لا على بندقية. ومن هنا يصبح الحديث عن «نزع السلاح» تبسيطاً مضلّلاً، لأن المقصود في جوهره هو نزع الهوية الوطنية المستقلة واستبدالها بهويةٍ تابعةٍ للوصاية الغربية.

ثانياً: من بيروت إلى الضفة الغربية: خريطة مشروعٍ واحد

حين تتكثف الضربات على الجنوب اللبناني في الوقت ذاته الذي يُصوّت فيه الكنيست على ضمّ الضفة الغربية، نفهم أن المشهد ليس عشوائياً، بل مترابطٌ في سلسلةٍ استراتيجيةٍ واحدة. فإسرائيل التي انتظرت

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الخبر اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح