لبنان المأزوم يعول على جني فوائد رفع العقوبات عن سورية

29 مشاهدة
تلقى لبنان البلد الغارق في أزماته السياسية والاقتصادية والمالية قرار رفع العقوبات الأميركية عن سورية كفرصة نادرة وسط محاولات للخروج من الانهيار فالرفع المفاجئ للعقوبات عن دمشق يمهد لطرح قضايا سياسية واجتماعية مؤجلة لكنه في الوقت نفسه فتح شهية السوق اللبناني على احتمالات لم تكن مطروحة قبل أسابيع قليلة وسارعت السلطات اللبنانية للترحيب بهذا القرار بدءا من رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي أشاد في تصريح صحافي يوم الثلاثاء بالوساطة السعودية ومعتبرا أن رفع العقوبات يفتح الباب أمام الاستقرار في سورية ما ينعكس خيرا على لبنان وكل منطقتنا وشعوبها بدوره أصدر رئيس الحكومة نواف سلام بيانا وصف القرار بأنه فرصة للنهوض وهنأ سورية دولة وشعبا مثمنا الجهد السعودي الذي ساهم في تليين المواقف الغربية تجاه دمشق وبحسب مصدر حكومي لبناني فإن رفع العقوبات عن سورية يشكل فرصة استراتيجية متعددة الأبعاد إضافة إلى الجانب الاقتصادي تلوح إمكانية فتح صفحة جديدة في ملف اللاجئين ومع عودة الاستثمارات إلى الداخل السوري تطرح مجددا فكرة العودة الطوعية على قاعدة التنسيق والتفاهم بين العاصمتين إضافة إلى ملف الغاز والكهرباء اللذين يعتمدان على الأنابيب السورية فرصة رفع العقوبات وفي السياق قال الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أنيس أبو دياب في حديث إلى العربي الجديد إن لبنان تأثر كثيرا بالعقوبات المفروضة على سورية واليوم مع رفع هذه العقوبات سيبدأ لبنان بجني فوائد مباشرة خصوصا حين تدخل الخطوة حيز التنفيذ بحسب أبو دياب فإن القرار سيفتح الباب أمام عودة الاستثمارات إلى سورية وهو ما يعني انتعاش سوق العمل هناك وبالتالي تخفيف الضغط على سوق العمل اللبناني وعلى البنية التحتية ولفت إلى أن لبنان كان السباق لفتح السوق المصرفي في سورية في عام 2004 وامتلك عددا من المصارف التي كانت ناشطة هناك ومع إعادة إنعاش القطاع المصرفي السوري من المتوقع أن يستعيد لبنان جزءا من نشاطه المالي في هذا الاتجاه إلى جانب فرص القطاع المصرفي أدت العقوبات وشح الدولارات في سورية إلى زيادة الطلب على الدولارات من جانب التجار السوريين في لبنان ما أدى إلى زيادة الضغوط النقدية أما اليوم أي تطور معاكس بعد رفع العقوبات سيؤدي إلى تأثير إيجابي بالاتجاه المعاكس أيضا لكن الأهم وفق أبو دياب هو دور القطاع الخاص اللبناني الذي راكم خبرات كبيرة في مشاريع الإعمار بعد الحرب الأهلية إلى ما بعد حرب يوليو تموز 2006 ما يجعله مؤهلا للمشاركة بفعالية في ورشة إعادة إعمار سورية إضافة إلى ميزة جغرافية بارزة بحسب أبو دياب أن مرفأ بيروت أقرب إلى دمشق من مرفأي طرطوس واللاذقية وهذا يمنح لبنان أولوية لوجستية خصوصا في ظل اتفاقيات التبادل التجاري الموقعة منذ عام 1993 كذلك يعول لبنان على استئناف مشاريع الربط الكهربائي والإقليمي التي تمر عبر الأراضي السورية كمشروع استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن الذي وافق عليه البنك الدولي إضافة إلى العروض القطرية المطروحة لتأمين الغاز خلال الصيف المقبل ومع ذلك يبقى الحذر قائما فلبنان بلد الفرص الضائعة في هذا السياق يوضح أبو دياب أن هذا العهد حريص جدا خصوصا أن الإرادة السياسية متوفرة ونحن في عصر مختلف تماما

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح