بعد أن لاذت القبائل بالصمت صنعاء تفقد نخوتها في مقتل وفاء المخلافي

جريمة جديدة تهز الضمير اليمني وتكشف حجم الانكسار في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد أن قُتلت الدكتورة وفاء المخلافي في صنعاء، عقب خروجها من منزلها لتعود جثةً هامدة، وسط صمتٍ مطبقٍ من المجتمع والمنظمات والقبائل على حدٍّ سواء.

ولم تكن اليمن – عبر تاريخها – تعرف جرائم اغتيال النساء أو المساس بحرمتهن، غير أن ما يحدث اليوم في مناطق سيطرة الحوثيين ونظرائهم من الاخوان ، ما يمثّل سقوطًا أخلاقيًا مريعًا، وصورة من صور الذلّ الذي فُرض على القبائل في شمال اليمن وبارادتها وتماهي مشائخها وأبنائها وناشطيها الذين سرعان ما ينبحون بمنصات التواصل بأي شأن جنوبي متحدثين عن العزة والنخوة والكرامة ومعطيات الواقع تتحدث عكس ذلك .

ويعبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استغرابهم من حالة الخنوع والصمت، قائلين إن “المجتمع الذي كان قدريما يثور لأجل كلمة بحق امرأة، أصبح اليوم يتفرّج على جريمة قتل دكتورة يمنية دون أن يحرّك ساكنًا”.

كما تساءل كثيرون عن غياب المنظمات الدولية وجمعيات حقوق المرأة وحقوق الإنسان، التي لم تُصدر أي موقف أو بيان إزاء هذه الجريمة، رغم أن الضحية امرأة أكاديمية قُتلت في وضح النهار داخل صنعاء التي يتغنّى الحوثيون زورًا بأنها “آمنة”.

ويرى مراقبون أن هذه الجريمة تكشف مستوى القمع والخوف الذي زرعه الحوثيون في المجتمع، حتى صار الناس بين صمتٍ خوفًا أو خضوعٍ قسري مقابل الكرامة والعزة، بينما تتواصل الانتهاكات بلا رادع ولا مساءلة.

ويختتم ناشطون غضبهم بالقول: “رحم الله وفاء المخلافي، ورحم الله فيهم النخوة التي دفنتها مليشيا الحوثي بالصمت والحديد والجبن والعار”.