كي لا تصبح جاسوسا من حيث لا تدري
في البداية عليك أن تفهم أنه لا يوجد هنالك جهاز استخباراتي في العالم كله يطلب منك مباشرة أن تعمل جاسوسًا لصالحه إلا في حالة واحدة ونادرة فقط هي أن تسعى أنت نفسك إلى العمل معه بإرادتك وكامل قواك العقلية..
معظم الجواسيس في العالم وعلى مر التاريخ يتم استدراجهم أولًا، وبطريقة ما، قبل أن يتم الإيقاع بهم والسيطرة عليهم باستخدام أساليب ووسائل ضاغطة كثيرة مثل: الإغواء أَو الإغراء أَو الابتزاز أَو الإكراه أَو الأيديولوجيا أَو غير ذلك من وسائل الضغط غير المشروعة..
وهنا تكمن الخطورة.. ماذا يعني هذا..؟
يعني أن الإنسان يمكن أن يتحول، وبدون حتى أن يدري، في لحظة إلى مشروع جاسوس؛ لمُجَـرّد فقط أن يتم استهدافه واستدراجه ما لم يكن طبعًا على قدر عالٍ من الحذر واليقظة والحس الأمني، وما لم يكن أَيْـضًا ذا وازع ديني وأخلاقي قوي، ورصيد وطني ضخم..
وليس شرطًا في البداية طبعًا أن يكون الشخص المستهدف قريبًا من دوائر صنع القرار مثلًا وعلى صلة بأحد الشخصيات المهمة أَو يعمل في مؤسّسات أَو منشآت حساسة أَو أي شيء من هذا القبيل، بقدر ما هو شرط أن يكون لائقًا عقليًّا وذهنيًّا ونفسيًّا لتأدية دور الجاسوس وفق تقديرات ومعايير الجهة الاستخباراتية المجندة له..
هبة سليم مثلًا حين قامت المخابرات الإسرائيلية باستهدافها كانت طالبة مصرية تدرس الأدب في جامعة فرنسية، وكان الغرض من استهدافها وتجنيدها فقط هو تحسين صورة كَيان الاحتلال في أوساط الطلاب العرب؛ ليتطور الأمر وتصبح فيما بعد واحدة من أخطر الجواسيس الذين جنَّدتهم (إسرائيل) للعمل لصالحها ضد وطنها مصر..
لذلك، وبناءً عليه:
فإن على كُـلّ مواطن يمني اليوم أن يعي أنه قد يكون في لحظة مستهدفًا وعرضة للاستدراج بطريقة أَو بأُخرى، خَاصَّة في ظل هذا الإصرار الصهيوأمريكي السعوديّ الإماراتي على الإيقاع والنيل من اليمن، الأمر الذي يحتم على كُـلّ واحد منَّا أن يكونَ على قدر عالٍ من المسؤولية والحيطة والحَذَرِ والحس الأمني تجاه أية أنشطة مشبوهة أَو علاقات شخصية قد تجره إلى مربع الخيانة دون أن
ارسال الخبر الى: