كناش الحشمة الزعيم المخلص أم الفرد الواعي

82 مشاهدة

في كل قبيلة ظلّ صدى يتردّد؛ رجال يكتبون القوانين ونساء يولدن ليحاكمن ويُحكمن بالصمت، حتى ظهر قادمٌ من أرض قاحلة باحثاً عن ماء لبلدته، واحة جافتها الطبيعة، ليكتشف أن العطش الأكبر ليس عطش الأرض، وإنما عطش الإنسان إلى الكرامة. توصيف يوجز مسرحية كناش الحشمة، التي بدأت فرقة محترف الفن الأصيل للسينما والمسرح عرضها على خشبة مسرح ابن امسيك بالدار البيضاء، في منتصف الشهر الماضي ويتواصل عرضها حتى نهاية العام في فضاءات عدّة.

المسرحية المقتبسة عن نص عبد المجيد سعد الله ورؤية إخراجية لسامي سعد الله، تروي حكاية بشار الخير حين يترك بلدة أهله التي أنهكها القحط، وأباه الذي يراه رمزاً للخلاص، وأمّه الحامل بجنين الراگد، ليصل إلى بلدة يحكمها العرعار. في المخيال الشعبي المغربي، الراگد جنين نائم، وحياة مؤجّلة، زمن معلّق بين الموت والولادة. وفي المسرحية يتحوّل إلى رمز مكثف للطاقة المكبوتة داخل المجتمع، حياة بأكملها معلّقة في رحم الأسطورة، تنتظر لحظة التحرر كي تولد.

الممثل الشاب حسين أغبالو جسّد بشار الخير الذي يخوض رحلة داخلية بقدر ما هي خارجية، رحلة بحث عن معنى الحرية والكرامة، حيث تتحوّل التضحية إلى قيمة مركزية، وشرط للنضج والقيادة، لا بوصفها خسارة.

الزعامة لا تأتي هبة من الخارج، وإنما من الوعي بالمسؤولية

أما شخصية الأب التي أداها بوشعيب العمراني، فعبّرت عن الحكمة المتوارثة، فالأب لا يمنح الحلول الجاهزة، بل يغرس في ابنه فكرة أنّه حامل اللغز ومفتاح الخير، وأن الزعامة الحقيقية لا تأتي هبة من الخارج، وإنما من الوعي بالمسؤولية واتخاذ القرار الحر. هذه العلاقة تحيل على سؤال راهن؛ هل ما زالت مجتمعاتنا تبحث عن الزعيم المخلّص أم أنّ الخلاص يمر عبر وعي الفرد بقدرته على الفعل؟

الحاكم العرعار، الذي جسّده مصطفى أهنيني، يمثّل السلطة فهو يمتلك القرار ظاهرياً، لكنه عاجز عن إنزال المطر أو تحقيق الخلاص. سلطته تذكّر بالقوة الفارغة، تلك التي لا تستمد شرعيتها من العدل والحرية، وإنما من الخوف والهيمنة.

في المقابل، أدت الممثلة رجاء بوحامي دورين متوازيين، وهما الأم

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح